للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الباب عن كل كتاب ولا يُغني عنه كتاب. وكتابه الآخر الذي نشره المجمع العلمي في دمشق وسمّاه (أي المجمع) «ثقافة الهند»، والذي أودعه المؤلف ما لا يستطيع مثلي أن يجده في خزانة كاملة يكبّ عليها يطالع ما فيها.

لقد تعلمت من هذين الكتابين ومن زيارة الهند منذ ثلاثين سنة (أي سنة ١٩٥٤) أننا بجهلنا تاريخَ الإسلام في الهند إنما نجهل ربع تاريخنا.

* * *

كتاب الأستاذ أبي الحسن ليس سرداً لأحداث حياته، ولكنه كتاب أدب فيه وصف للأمكنة كأنك تراها، وكتاب علم فيه ذكر العلماء ومجالس العلم، وسجلّ اجتماعي فيه وصف عادات الناس وأوضاعهم في الهند ... وكان مما قرأت عن المكان الذي نشأ فيه أنه بُني على طراز الكعبة بطولها وعرضها، إلاّ أنه نُقص من ارتفاعها عدّة أنامل تأدّباً معها واحتراماً لها، وسُقيَت قواعده بماء زمزم! ولم يقُل ماذا أرادوا بذلك، ولم يدّعِ أنه قربة إلى الله أو أنه عمل مشروع، لذلك لا أقول فيه شيئاً، لا أُقِرّه ولا أُنكِره وإنما أرويه وأذكره. وكان هذا البناء مسجداً ورباطاً ومدرسة ودار تدريب على الجهاد، ولم يجعلوا له -كما يقول- قبّة ولا منارة.

ووصَفَ النهرَ الذي يجري تحته فإذا هو يصف (أو كأنه يصف) نهر بردى، في قلّة مائه في الصيف وأنه إذا هطل المطر وكانت السيول هدر وزمجر، وربما طغى ودمّر. ويصف فيضانه العظيم سنة ١٩١٥ (وكان عقب ولادة الشيخ) يصفه وصفاً حياً

<<  <  ج: ص:  >  >>