للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الصوفية أو غيرها، وعلى أن نلزم طريق الكتاب والسنّة، وفي الكتاب والسنّة غَناء.

* * *

وهذا ما عليه جماعة الندوة: اشتغال بالعلم مع تثبيت الإيمان وإصلاح القلب، وترفُّع عن المعارك السياسية التي لا غاية لها إلاّ الوصول إلى كراسي الحكم والتي يسلك أصحابها إلى ذلك كل طريق، المستقيم منه والملتوي، ويتخذون كلّ ذريعة، الطيبة والخبيثة. والإسلام يريد أن تكون الغاية حسنة وأن يكون الطريق إليها مستقيماً آمناً، بعيداً عن أساليب الأحزاب السياسية التي فيها المناصب والألقاب وفيها التزاحم عليها والتسابق إليها.

وفي أبي الحسن والندويين -مع ذلك كله- عناية بالأدب. والدعوة لا تكون إلاّ باللسان والقلم، وقوام اللسان والقلم الأدب، وإذا كان من الأدباء الذين يُعرفون اليوم بالإسلاميين من يكتب ويقول غير ما يعمل، ومنهم من لا يؤدّي الفرائض ولا يدع المحرَّمات ولا يلتزم بالسلوك الإسلامي، ومنهم من كتب في الإسلام لمّا رأى الكتب الإسلامية مقصودة وبضاعتها رائجة فجعل يسوق ما يُعجِب السوق، حتى إني لقيت في المكتبة العربية عند الأستاذ العالِم الشاعر أحمد عبيد من أكثر من أربعين سنة أديباً معروفاً يدعوه الناس أديباً إسلامياً، له اسم ذائع وله ذكر شائع. وطال المجلس فكان من حديثه أنه متمسك بالإسلام يدافع عنه ويحامي دونه، ولكنه قد يُضطرّ إلى القعود إلى موائد الخمر مسايرةً لأهلها، وربما شرب القليل منها! وأنه ربما ترك الصلاة أو

<<  <  ج: ص:  >  >>