للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

النفر القليل الذين أوليتهم حبي واحترامي، والذين أنطلق حين أكون معهم على سجيّتي، أظهر ما أُخفيه وما أكتمه عن الناس أبديه، أقول ما يخطر على بالي، أكون آمناً معهم مطمئناً إليهم واثقاً بهم. من هؤلاء الأستاذ الزيات والدكتور عبد الوهاب عزام والشيخ شلتوت، ومنهم بل من أوائلهم الشيخ بهجة البيطار، وممن كان هذا حالي معه لمّا تشرّفت بلقائه -على ندرة ما ألقى من أمثاله- الأمير عبد الله بن عبد الرحمن آل سعود، وناس أمثالهم لا أُحصيهم منهم السيد الخضر حسين، ومنهم الآن الأمير ماجد، ومنهم أستاذنا محمد كرد علي، والأستاذ عارف النكدي، والأستاذ النشاشيبي، بعد خلاف كان بيني وبينه أول الأمر ومنازلة في الصحف من أجل كتابه «الإسلام الصحيح» الذي لم أجده صحيحاً فكتبت في نقده، رحم الله مَن مات ممن ذكرت وأطال حياة من بقي وأسعده فيها.

وقد جمعني الحج سنة ١٣٨١هـ وأنا مقيم في مكة بأبي الحسن، وبالشيخ المعمَّر الصالح الشيخ مخلوف مفتي مصر الأسبق، والشيخ القلقيلي الذي كان مفتي الأردن وكان صديقاً عزيزاً. فدُعينا إلى القصر الملكي في الأبطح (أي في المعابدة)، فاعتذرت على عادتي، ولكن المفتيَين وأخي وصديقي الأستاذ الصوّاف ألزموني الحضور. وكانت جلسة مباركة، حضر أولها الملك سعود رحمة الله عليه، ثم تولّى رياستها المفتي الشيخ محمد بن إبراهيم رحمة الله عليه، فولّى إدارتَها عنه أخانا أباالحسن، فبدا لي في ذلك المجلس جانبٌ جديد من عبقريته المتعددة الجنبات لم أكن أعرفه من قبل، وهو أسلوبه في الإدارة.

<<  <  ج: ص:  >  >>