للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأجيالاً؟ فأولى ما يقوم به الدعاة إلى الله هو أن يُعنَوا بالتعليم لإعداد جنود لمعركة الكفر والإيمان ولو بَعُدَ موعدها، فلقد أضعنا عشرات وعشرات من السنين. أنا شهدت في حياتي سبع عشرات من يوم كنت يافعاً وأدركت ما حولي ضاعت علينا، ولو أننا سلكنا فيها هذا الطريق الواضح لوصلنا. أليس هذا هو طريق رسول الله عليه الصلاة والسلام؟ ألم تنتقل الدعوة الإسلامية من واحد إلى واحد؟ لقد دعا الرسول ‘ إلى ما يشبه المحاضرة مرة واحدة لمّا جمع الناس عند الصفا، فانبرى له أبو لهب بتلك الكلمة الفاجرة، فلم يدعُ الناسَ بعدُ إلى مثلها، بل كان إذا دهم المسلمين أمرٌ دعاهم وحدهم إلى الصلاة الجامعة في المسجد.

* * *

فيا أخي أبا الحسن، اثبت أنت وجماعتك على ما أنتم عليه، فإنني لا أعرف اليوم في أساليب الدعاة من هو أصحّ منكم أسلوباً، واعذرني إذا لم أكتب المقدّمة التي أمرتني بها.

إن المقدّمات إنما تكون للتعريف بمؤلّف مجهول، وأنت أعرف مني ومثلك لا يحتاج إلى مَن يقدّمه للناس. على أني أستطيع أن أكتب مثل ما كتبتُ عنك وأن أكتب عن أخيك الدكتور رحمة الله عليه، الذي وجدت عنده لمّا ذهبت مُستشفِياً إلى عيادته ثلاثةَ ألوان من الطب لا تكاد تُعرف في غير الهند: الطب الذي درسه ويدرسه الناس في الجامعات، والطب الذي يدعونه الطب العربي القديم أو الطب اليوناني، وله كلّيات ولأدويته معامل أذكر منها معمل همدرد في باكستان (إن لم أكن نسيت الاسم أو حرّفته)،

<<  <  ج: ص:  >  >>