للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الإسلام، حتى إن من هؤلاء الشباب ومن الشابات الذين رأيتهم في النوادي التي حاضرت فيها في المملكة على اختلاف مدنها وفي سوريا وفي لبنان من قبلُ وفي مصر وفي العراق (وسطه وشماليه وجنوبيه) وفي كثير من مدن أوربا الغربية وفي باكستان والهند وأند ونيسيا ... رأ يت في أولئك الشباب مَن لو قلت إنه مثل شباب الصحابة لَما كنت مبالغاً ولا كنت مجانباً طريق الحقّ.

كان عندنا في الشام ونحن صغار مدرّسون من فلسطين ومن تونس ومن المغرب ومدرّسون من الترك ومن الأكراد، سردت أسماء بعضهم فيما مضى من هذه الذكريات، فما كنا نسأل ولا نفكّر أن نسأل عن أجناسهم ولا عن أقوامهم ولا عن مواطنهم. كانوا مسلمين ويكفينا أنهم كانوا مسلمين. فنشأَت ونحن صغار فتنة القوميات، فقال الترك ترك وقال العرب عرب وقال الأكراد أكراد، فتفرّق الشمل الجميع (١)، وتعدّدَت الأمة الواحدة فصارت أمماً.

كانت فتنة القومية. وتعبنا في جدال هؤلاء القوميين، نتبع في ذلك الأمير شكيباً وإخوانه (شكيب أرسلان) ويتبعنا من جاء بعدنا؛ كتبت في ذلك عشرات من الصفحات وألقيت في ذلك عشرات، عشرات حقاً، من الخطب والمحاضرات، لنبيّن للناس أننا لا نعادي العربية وإنما ندافع عن الإسلام، وأننا نعرف للعروبة قدرها ولكن تحت راية الإسلام.

ثم كانت فتنة الاشتراكية، وخُدع ناس من أفاضلنا فقالوا:


(١) الشمل الجميع: أي المجتمِع.

<<  <  ج: ص:  >  >>