للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إلى طريق الإسلام، حتى صارت قلعة من أمنع قلاعه ومصباحاً من أضوأ مصابيحه، وصارت منار العلوم الإسلامية وعلماؤها أساتذة البلاد الإسلامية. فما الذي يُراد بالتحويل الاشتراكي إن لم يكن ردّهاً عن طريق الإسلام الذي جاء به عمرو بن العاص إلى طريق الماركسية التي جاء بها الدجال اليهودي كارل ماركس؟

ولمّا شهدتُ الجلسة التي وُلدَت فيها رابطة العالَم الإسلامي في موسم حج سنة ١٣٨١هـ، وقد مرّ حديثها، جرى ذِكر الاشتراكية. وانبرى المحاضرون يبرّئون منها الإسلام، فقلت: كيف وقد وردَت في القرآن؟ فعجبوا مني، فقلت: على رسلكم. ألم يقُل الله لمَن كان أستاذ ماركس (وهو إبليس): «وشاركهم في الأموال والأولاد»؟ فتلك هي الاشتراكية. فضحكوا.

* * *

لقد أمضيت حقبة من عمري في حلبة النضال أقاتل وحدي، على ضعف يدي وقلّة عزمي. حاربت على جبهتين. جبهة الجَهَلة الجامدين الذين يحرّفون الدين ويغشّون المسلمين، وجبهة الفاسدين المفسدين. وما حِدت بحمد الله عن هذا الطريق وما كتبت بقلمي متعمداً ما لا يُرضي ربي، وإن كنت لا أبرّئ نفسي من الخطأ.

وأنا أكتب من ستين سنة كاملة، وآخذ على ما أكتبه أجراً لأنني كاتب محترف. كتبت آلافاً وآلافاً من المقالات. وأنا أحاسب نفسي الآن، وطالما حاسبتها قبل الآن، فأتساءل: هل أخْذ الأجرة من الناس يُذهِب ما آمُل من الثواب عند الله؟ وأخشى أن أكون

<<  <  ج: ص:  >  >>