للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأنا لا أريد أن أكتب تاريخاً وإنما أسرد ذكريات، فيميل بي القلم يميناً أو شمالاً، ثم أعود إلى طريقي.

* * *

لقد عشت أكثر شبابي وسماءُ بلاد العرب ملبّدة بالغيوم لا يبدو فيها من الشمس شعاع، حتى إذا كانت سنة ١٩٧٣ (إن لم أكن قد أخطأت التاريخ) وكان قد مرّ عليّ عشر سنوات وأنا أدرّس في جامعات المملكة، في الرياض أولاً ثم في مكة، وأذيع من إذاعتها، كنت قادماً بالطيارة من الرياض إلى جدة، فاتفق أن كنت قريباً من الشيخ السقّاف رحمة الله عليه، الذي كان وزير الخارجية أو يقوم مقام وزير الخارجية، فخبّرني خبراً ملأ قلبي مسرّة، هو أن المملكة وجّهت الدعوة إلى وزراء خارجية الدول الإسلامية ليعقدوا مؤتمرهم ليكون تمهيداً لمؤتمر القمة الإسلامي، وأبلغني عن المقام السامي بأن أكون في الفندق الذي ينعقد فيه اجتماع الوزراء، حتى إذا عرضَت مسألة شرعية وكان لي علم بها ورأي فيها سُئلت عنها.

فركبني والله همّ أحسست منه كأن صخرة قد وُضعت على كتفَيّ، ولم أدرِ كيف أعتذر عنها وأتخلص منها. وكان قد دُعي إلى هذا مثلي الشيخ الصوّاف والدكتور أمين المصري، فشكوت إليه ورجوت أن يخلّصني، فأخذني إلى لقاء الملك رحمة الله عليه. وقاموا إلى الغداء فأقاموني معهم، وأنا أتحرّج أن آكل في الفندق أمام الناس فكيف على مائدة الملك؟ ولم يكن على المائدة إلاّ هو رحمه الله والدكتور معروف الدواليبي والدكتور أمين المصري

<<  <  ج: ص:  >  >>