للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وهو الشيخ زين العابدين التونسي، الأخ الأصغر لشيخ مشايخنا السيد الخضر الحسين، الذي ولي مشيخة الأزهر وأسّس جمعية الهداية الإسلامية في مصر يوم أُسّسَت جمعية الشبان. وكنت ألقاه في المطبعة السلفية عند صديقه خالي محب الدين، وهو صديقه، كما ألقى العالِم النبيل المؤرّخ المحقق أحمد تيمور باشا، وكانا متشابهَين في سعة العلم وشدّة الحياء وكثرة التواضع ولين الجانب.

وعندي عن الشيخ صالح رحمه الله الكثير الكثير، ولو جمعت ذهني يوماً لكتبتُ له ترجمة كاملة، أسأل الله أن يوفّقني إليها.

* * *

أكتب هذا الكلام وأمامي رسائل كثيرة من الشيخ حسن والشيخ عبد الرحمن رحمهما الله، والشيخ عبد الوهاب عبد الواسع أطال الله عمره، لو أنني نشرتها وأمثالَها لجاء منها كتاب فيه تاريخ وفيه أدب وفيه فوائد، كما نشر الأمير شكيب أرسلان رسائل السيد رشيد رضا، وكما نشر الشيخ أبو ريّة رسائل الأستاذ الرافعي.

وكانوا من تواضعهم يكتبون بخطوطهم، وإذا كانت معاملة رسمية (وفي المعاملات الرسمية بعض الجفاف) بلّلها الوزير الشيخ حسن بكلمات يكتبها بخطه الرقعيّ الجميل يضعها إلى جنب العنوان الرسمي، أقلها كلمة «الأخ»، ويضع مع السلام في آخر الرسالة دعوة صالحة أو تحية حلوة، تحوّلها من رسالة نمطية روتينية رسمية إلى رسالة أخوية عاطفية.

<<  <  ج: ص:  >  >>