الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك، لبّيكَ اللهم لبّيك". وأقول أنا مثلاً: "أمرتنا فأطعنا ونهيتنا فاجتنبنا"، أقولها وحدي وهم يرددون معي: "لا شريك لك". فنطلب منه، ولا رب غيره فندعوه: "إن الحمد والنعمة لك"، أنت المحمود بكل لسان وأنت المنعم على كل إنسان، أنت ملك الملوك وأنت الواحد القهار.
يا أيها الأخ المسلم، إذا ناداك أبوك قلت: لبّيك. وإن دعاك أستاذك أجبت: لبّيك. فهذا ربّ العالَمين يدعوكم إلى تصحيح توحيده فقولوا: لبّيكَ اللهم لبّيك (وهنا نلبي جميعاً). يدعوك إلى اتّباع شرعه، فقولوا لبّيكَ اللهم لبّيك (وهنا نلبي). يدعوك إلى الجهاد في سبيله: فقولوا: لبّيكَ اللهم لبّيك. هذا كلام ربكم في قلوبكم يقول لكم: جاهدوا في سبيل الله بأموالكم وأنفسكم، فقولوا: لبّيكَ اللهم لبّيك. هذا صوت محمد يرنّ في أسماعكم يحثّكم على امتثال أمر ربكم، فقولوا: لبّيكَ اللهم لبّيك. يدعوكم لتنقذوا قبلته الأولى التي صلّى إليها، لتخلّصوا مسراه الذي سرى إليه، لتحرّروا معراجه الذي عرج منه. يدعوكم لتنصروا الله حتى ينصركم الله، فقولوا: لبّيكَ اللهم لبّيك.
اللهمّ إنك دعوتنا فجئنا نقول: "لبّيك اللهم لبّيك"، إننا وقفنا ببابك ننادي: لبّيك اللهم لبّيك"، قمنا في رحابك نصرخ: "لبّيك اللهم لبّيك، لبّيكَ لا نشكو إلاّ إليك، لبّيك لا نرجو الخير إلاّ من يديك، لبّيك توكّلنا عليك، لبّيك اللهمّ لبّيك، لا شريك لك. ما لنا إله غيرك، فهل تردّنا عن بابك وقد جئنا نقول: لبّيك اللهم لبّيك؟ لبّيك ربنا وتعاليت، لبّيك لك الحمد، لبّيك منك النعم، لبّيك ياواحد ياأحد يا فرد يا صمد.