للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

هذا كتاب ربكم يناديكم أن تجاهدوا في سبيل الله بأموالكم وأنفسكم، أن تستشعروا عزّة إيمانكم، فقد جعل الله العزّة المطلقة له جلّ جلاله وجعل العزّة في الدنيا لرسوله وللمؤمنين. فأين عزّة المؤمنين ومسرى نبيّهم في أيدي اليهود؟ وأين عزّة المؤمنين وقبلتُهم الأولى وحرمهم الثالث بيد اليهود؟ أين عزة المؤمنين يامن يتوجهون إلى الكعبة من كل أرض في الأرض ومِن تحت كل نجم في السماء؟ أين تلك العزّة -وأنتم تسعمئة مليون- إذا تركتم أقلّ الأمم وأذلّ الأمم تأخذ منكم أقدس بقاعكم بعد الحرمين الشريفَين؟ يامسلمون، مسجدكم الأقصى بيد اليهود لم يعُد المسجد الآمن الذي يجد فيه المسلم السلام، ولم يعُد ما حوله لنا ترفرف عليه رايتنا وتحكمه شريعتنا. فاذكروا وأنتم عند القبلة، القبلة الأولى، اذكروا الأقصى:

المرأةُ الشَّلاّءُ تحمي بيتَها ... أنُبيحُ بيتَ الخالقِ المعبودِ؟

هوَ حِصنُ حقٍّ غابَ عنهُ حُماتُهُ ... هُوَ قلعةٌ لكنْ بغَيرِ جنودِ

لا العطرُ والنَّدُّ المصفّى طِيبُهُ ... لكنَّ ريّاهُ شذى البارودِ

يُصْلَى المُصلّي النارَ في جَنَباتِهِ ... والمسلمونَ بِنَومةٍ وهُجودِ

أينامُ مَنْ تُقري المدافعُ سَمعَهُ ... صوتاً يُزلزلُ قُنّة الجُلمودِ

أينامُ مَنْ يمشي اللهيبُ بدارِهِ ... يَشوي حَميمُ لظاهُ رملَ البيدِ

وأنا لست بشاعر، ولكني أحياناً أرصف أبياتاً إن لم تكن شعراً فإنها تعبّر عن شعور. وقد ارتجلتُ هذه المقطوعة في الحفلة الكبرى التي أقيمَت لقضية فلسطين في كراتشي، وكان حاضرها الملك سعود والرئيس الباكستاني، فقلت لهما:

<<  <  ج: ص:  >  >>