للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قولوا لقائد كتائب «أمل» الشيعية: ألقوا عن وجوهكم قناع الشيعة، فإن أمير المؤمنين علياً ابن عمّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وزوجَه سيدتنا فاطمة أم الحسنين لا يرضيان بكم شيعة لهما. أعليٌّ (رضي الله عن علي) قال لكم: جوّعوا المسلمين حتى تضطرّوهم إلى أكل القطط والكلاب والفئران؟ أعليٌّ قال لكم: حاربوهم وسالموا اليهود؟ أعليٌّ قال لكم: دعوهم حتى يهزلوا من الجوع ويصبحوا عظاماً مكسوّة جلوداً، وكلوا أنتم واسمنوا حتى لا تتّسع لكم ثيابكم؟ إن سيدنا عليّاً وآله (رضي الله عنه وعن آله) كانوا أتقى لله وأبرّ بالإنسانية، وكانوا أكبر قلوباً وأسمى مقاماً من أن يتخذوا الجناة القساة البغاة شيعة لهم. لا والله ما كان عليٌّ - رضي الله عنه - ليرضاكم شيعة له.

* * *

تذكُر الحَجّاجَ ياأخا شيبان؟ فهل بلغك أن الحَجّاج صنع مثل هذا؟ أم أن الحَجّاج أراد أن يُطفئ الفتنة وأن يُعيد الاستقرار إلى بلد قد زلزلَته الأحداث والفتن، ولكنه لم يداوِ الداء بما يوافق الشرع بل جار وظلم؟ وأعود فأقول مرة ثانية إني ما أدافع عن الحَجّاج وما أُقِرّ الظلم، وحكم الشرع فوق رأس الحَجّاج ومَن كان وراء الحجّاج يؤيّده ويمدّه بالقوة وبالسلطان، وللشرع ربّ يحميه وعنده العذاب لمن يخالف شرعه أو يُلحِد فيه.

فيا من عطس إبليس في منخره ومشى في عروقه مع دمه فأوهمه أنه يستطيع أن يحارب الله: إن ما تحشدون من جيوش وما تملكون من مدافع ودبابات وطيارات وقنابل ذرّية ونووية، كل ذلك لا يقوى على أصغر مخلوق من مخلوقات الله، مخلوق بلغ

<<  <  ج: ص:  >  >>