للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

من أمام الباب ثم رجعت فمررت أمامه خمس مرات وأنا لا أجرؤ أن أقرع الباب خشية أن أضايق مَن وراءه، منها دار الشيخ محمد الصبّاغ، وكنت أجد فيها أنس النفس وراحة القلب، وكان معه جاره الأستاذ تيسير العيتي، وهو مدرّس فاضل، وزوجته بنت شيخ مدرّسي الرياضيات في سوريا الذي أحسبه قارب اليوم مئة عام من عمره أو زاد عليها، هو الأستاذ درويش القصاص. ودار الأستاذ عمر عودة الخطيب، ودار الأستاذ سليمان الحافظ الذي كان يسكن معه حَمُوه صديقنا الأستاذ عبد الرؤوف الحنّاوي، رحمة الله عليه وعلى من توفّاه من كل من ذكرت في هذه الحلقة.

ومن طرائف ما وقع لي أننا كنا في دمشق تعوّدنا على الاجتماع في المدرسة الأمينية عقب صلاة الجمعة، واستمررنا على ذلك أكثر من أربعين سنة، نتغدى فيها ويشتري لنا الآذن (أي الفرّاش) ما نريد ويسقينا مديرها الشيخ شريف الخطيب رحمه الله أيضاً الشاي الأخضر. فانقطعتُ في الرياض عن هذا الاجتماع، فجدّدناه في دار الأستاذ السعدي، وهو شابّ رضيّ الخلق كريم النفس سكنت معه مدة قليلة. ونجتمع أحياناً في غيره من الدور.

وكنت يوماً خارجاً من صلاة الجمعة فرأيت الأستاذ سليمان الحافظ وحماه (أعني أبا زوجته) الأستاذ الحنّاوي، فقالوا: هلمّ معنا إلى الغداء. فقلت: لا إلاّ أن يكون عندكم صَفيحة «الصَفيحة» أكلة شامية كان يتعذّر، بل يستحيل أن تكون في تلك الأيام موجودة في الرياض) فضحكا وقالا: نعم، عندنا صفيحة. ومرّا على جزّار شاميّ قد صنعها لهما فأخذاني معهما إلى دارهما!

<<  <  ج: ص:  >  >>