للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ذكر الإخوان ذلك فخافوا أن يقع مثله، فندب نفسَه ولدي الأستاذُ زهير الشاويش فأبى إلاّ أن يقف على العملية، وجاهد وجالد وسعى حتى سمحوا له أن يلبس ما يلبس الأطباء وأن يضع مثل القناع الذي يضعونه وأن يقف معهم يراقب ما يصنعون. وما كنت أخشى الدكتور مظهر فهو أخي وصديقي، ولكن أخشى بعض صغار الأطباء، ومَن لدغه الثعبان خاف الحبل.

وأنا أسائلكم ياأيها القراء: لو كان لي ولد من صلبي هل كان يصنع أكثر مما صنع الأستاذ زهير أو هل كان يصنع مثله؟ فجزاه الله وجزى إخواننا المخلصين خيراً.

ولمّا كنت في مستشفى كلية الطب كان أخي عبد الغني مريضاً في عمارة أخرى من عمارات المستشفى، وكان الذي أجرى له العملية هو الدكتور مظهر المهايني. وكان من خبر أخي أن جداراً من بناء كان يبنيه انهار عليه ففتّت عظام فخذه، حتى لقد خبّرني الدكتور مظهر أنه رصف قطع العظام كما تُرصَف قطع الفُسَيفساء الصغيرة، ووفّقه الله ونجحت العملية ولكن قصرَت إحدى الساقين قليلاً. والدكتور مظهر المهايني جرّاح عامّ، ولكن الله وفّقه فنجح في كل عملية أجراها في حياته الطويلة مع العمليات، فأرجو ممن يعرف مكانه أن يبلغه هذا الذي كتبته عنه، وأن يُخبِره أنني مهما عشت فلن أنسى حبّه وبراعته وفضله عليّ.

ولم تعاودني النوبة بعد ذلك اليوم. وكلما صوّرت كُلْيتي صورة شعاعية بدَت الحَصاة في مكانها (ولكنها لا تُحدِث حدثاً ولله وحده الحمد ولم يعُد لها ألم)، حتى في الصورة التي استخرجها اثنان من

<<  <  ج: ص:  >  >>