للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

زادها الله عمارة وازدهاراً وأمناً، وعُدت إلى الشام.

وكانت العطلة الصيفية وجاءت معها العطلة القضائية، فطُلبت على الهاتف، فرفعت السماعة، وإذا الذي يطلبني السفارة السعودية في شارع أبي رمّانة (وهو أقبح اسم لأجمل شارع). فذهبت لأرى ما الخبر، وتوقّعت وأنا أهمّ بدخول السفارة أنهم سيطلبون مني العودة إلى الرياض، فدعوت الله وأنا على الباب بدعاء الاستخارة المأثور وتركت الأمر لله، فلما دخلت وجدت السفير، وكان يشرّفني بصداقته وكنت أُكثِر من زيارته، ووجدت عنده شيخنا الشيخ بهجة البيطار ومبعوثاً من قِبَل سماحة المفتي الشيخ محمد بن إبراهيم (رحمة الله عليه وعلى جميع من مضى من هؤلاء)، فقال السفير: إن سماحة المفتي يرغب أن تعود إلى العمل. وأيّده الشيخ بهجة، فقلت: أنتم الثلاثة لكم عليّ حقّ، تأمرون وأنا أطيع، ولكن لا تكلّفوني إلاّ بما لا أُطيق، وقلب الإنسان بين أصبعين من أصابع الرحمن يوجّهه حيث شاء والله يحول بين المرء وقلبه، وأنا لا أدري والله لماذا صرف الله قلبي عن العودة إلى الرياض في تلك الأيام، للوحدة التي وجدتها فيها أم للمرض الذي أصابني؟

وطال الحديث بيننا فقال السفير: تذهب إلى مكة؟ فقلت بلا تردُّد: نعم. فقال: على بركة الله.

* * *

وكان أمر القضاء في سوريا إلى مجلس القضاء الأعلى، وهو مؤلَّف من القضاة أنفسهم من سبعة من كبارهم، ما لوزير

<<  <  ج: ص:  >  >>