للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

في مصر في تلك الأيام: أحمد تيمور باشا والشيخ الخضر الحسين التونسي الذي صار شيخ الأزهر، ومنهم الشيخ عبد الوهاب النجار والشيخ أحمد إبراهيم، وكنت ألقى فيها الرافعي أحياناً وأحمد زكي (أبا شادي) حيناً. وبمجلس أستاذي الزيّات في «الرسالة»، وأهل هذا المجلس هم كبار الأدباء الذين كانوا يكتبون فيها (وإن لم يجتمعوا جميعاً معاً)، كالرافعي والعقاد وزكي مبارك والمازني أحياناً. وبمجلس الأستاذ أحمد أمين في لجنة التأليف والترجمة والنشر (وكان رئيسها) ومَن يضمّ هذا المجلس من الأعلام الكبار في مصر. ومجلس الشيوخ في دمشق الذي سبق الكلام عنه، شيوخ الأدب والعلم لا شيوخ السياسة. ومجلس الأستاذ كرد علي في داره وفي المجمع العلمي، ومجلس الشيخ عبد القادر المغربي، ومجالس أخرى لست أُحصيها.

ولست أدري لماذا بدّلوا اسم مجلة «الحج» بعدما شرّق وغرّب وعرفه الناس وصار عنواناً لها وعلَماً عليها دهراً طويلاً؟ والناسُ يحرصون على الأسماء المشهورة لا يفرّطون بها، فمَن الذي أمات هذا الاسم ومحاه وسمّاه باسم جديد لا يعرفه أحد، فسمّوها مجلة «التضامن الإسلامي»؟

كما أنهم بدّلوا الآن اسم مجلة «رابطة العالم الإسلامي» وجعلوه «الرابطة» (فقط)! رابطة العلماء؟ رابطة الأدباء؟ رابطة سائقي السيارات ومرقّعي الإطارات؟ الرابطة اسم عامّ، ثوب يصلح لكل لابس، فكأنهم كرهوا اسم العالَم الإسلامي، وإن كتبوا كلمة «الإسلامية» بخطّ صغير لا يُرى إلاّ بالمجهر الكهربي (الإلكتروني).

* * *

<<  <  ج: ص:  >  >>