للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وصرف أبنائها عنها، وما يريدون إلاّ أن يصرفوهم عن القرآن.

* * *

ما كنت وأنا أدرّس أريد أن أعلّم الطلاّب مسائل بعينها ليحفظوها، بل أن أضع في نفوسهم حب العلم حتى يتعلموا هم المسائل كلها. ما كنت أقصد أن يحفظوا بل أن يعرفوا كيف يراجعون؛ كنت أريد أن أعلّمهم صيد السمك لا أن أغدّيهم سمكاً. لذلك كنت أدفعهم إلى معرفة الكتب وما فيها ومحبتها ومعرفة الرجوع إليها.

وجرّبت في سنتين متعاقبتين في القسم العالي أن آذن للطلاب أن يحملوا معهم ما شاؤوا من المراجع، أو أن أجعل الامتحان في المكتبة حيث المراجع موفورة أمامهم ليرجعوا إليها. وكنت أختار لهم من فيض الرسائل الهائلة التي تَرِد على برنامجَيّ: «نور وهداية» في الرائي و «مسائل ومشكلات» في الإذاعة، أختار لهم بعضها مما يكون فيه مسألة فقهية، ليُجيبوا هم عليها بعد أن يرجعوا إلى ما شاؤوا من الكتب التي هي أمامهم. ولا يضرّ العالِمَ إذا أراد أن يفتح الكتاب، بل إن ذلك لَيحسُن به. وما أدري لماذا يُقبَل من المدرّس أن يفتح الكتاب وأن ينظر فيه عند إلقاء الدرس أو المحاضرة ولا يُقبَل ذلك من الطالب يوم الامتحان، بل نمسكه إذا فعله بالجرم المشهود ونُقيم القيامة على رأسه ونعقد مجلس الأساتذة لمحاكمته ولعقوبته. هل يُحرَّم على التلميذ ما يكون حلالاً للأستاذ؟!

* * *

<<  <  ج: ص:  >  >>