ويهدم دورنا، ولكن قال لنا: شقّوا له في الأرض شقاً يمشي فيه تستفيدوا منه وتدفعوا عن أنفسكم أذاه. وأنا أحمد الله على أن مدارس البنات هنا في المملكة لا تزال على خير، ولكن كل صحيح الجسم معرَّض للعدوى إذا كان يحفّ به من كل جانب مَن يحمل جرثومة المرض، وإذا نحن لم نتخذ أسبابَ الوقاية كلها ولم نبقَ على حذر دائم أصابنا المرض.
والمسؤول الأول آباء البنات؛ هم المسؤولون عند الله الذي استرعاهم بناتهم واستحفظهم إياهنّ، ومنعهم أن يسلكوا بهن سبيل المعصية أو يتوجّهوا بهنّ الوجهة التي توصل إليها. لا تسافر البنت وحدها، بل لا يسافر الأب بها ولا بإخوتها الصغار إلى بلاد الكفار بلا داعٍ يدعو إلى ذلك، فتنطبع في نفوسهم صور تُفسِد عليهم مستقبل أيامهم وتُبعِدهم عن طريق دينهم وأخلاقهم. ولا يدع ابنته تنزل إلى السوق وحدها، ولا تتصل بالهاتف بالشبان، ولا تشير من النوافذ إلى أبناء الجيران.
لقد كان مما ابتُلينا به هذه البيوت التي آثرناها على بيوتنا واستبدلناها بها، حيث تتقابل النوافذ فيرى الشابّ بنت الجيران وتراه، ولو أطاع هوى نفسه ووسواس شيطانه واتبعَت هي هواها وشيطانها لكلّمها وكلّمَته، ثم لقابلها عند الباب ثم ماشاها في الطريق. ولو كان يَعقل لَعَلِمَ أن لبنت الجيران أخاً وأن له هو أختاً، وأن ما يتمنّاه منها يتمنّى من أخته أخوها، ثم يكون بعد ذلك موقف الحساب أمام رب الأرباب، فماذا يُعِدّان له من جواب؟
ومن أسباب الفساد الذي جدّ هذه السيارات يتّخذها فُسّاق