للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تلميذاً صغيراً في الابتدائية، نظر في ورقة جاره فأخذ بعينه منها ما نقله إلى ورقته، وحسب أنه لم يرَه أحد، فسجّلَتها عليه عين السينما، ثم عرضَتها في كل دار عرض فرآها الملايين، وافتُضح المسكين فضيحة ما كان يحسب حسبانها (١).

هذا في الدنيا بهذه الآلات التي وفّقَنا الله إليها، فكيف بالفضيحة الكبرى يوم العرض على الله، يوم يُنشَر المَطويّ من الصحف ويُعلَن المَخفيّ مما دُوّن فيها، وهي لا تغادر صغيرة ولا كبيرة إلاّ أحصتها.

يا ربّ أيقظ قلوبنا لنتوب فتغفر لنا، فإني امرؤ قسا قلبه حتى لتمرّ به المواعظ فلا يتعظ ويمر هو بالعِبَر فلا يعتبر، وقد صرت على أبواب القبر، قد جاوزت الثمانين، فيا ربّ متى يستيقظ ضميري وينتبه إيماني فأعود إليك، ولا مفرّ من العودة إليك؟ ويا أحبائي القراء أسألكم الدعاء، فما لي عمل أُقبِل به على الله إلاّ رجائي بكرمه ثم بدعائكم لي -إن كنتم تحبونني- بظهر الغيب.

* * *

قلت لكم إنها شغلتني أحاديث رمضان. ولقد مرّ بي من نحو عشرة أعوام أو تزيد رمضان أعددتُ فيه تسعين حديثاً معاً: ثلاثون منها للرائي هنا وثلاثون للإذاعة وثلاثون للأردن. لذلك أسرع فيها حتى أفرغ منها، أسلقها سلقاً، فإذا سمعتها بعد ذلك


(١) انظر مقالة «أين التائبون» في كتاب «نور وهداية» الذي أرجو أن يصدر في وقت قريب من صدور هذه الطبعة من الذكريات (مجاهد).

<<  <  ج: ص:  >  >>