للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الدين ومناصرة الملحدين. أمّا الدين فإن الله حافظه وناصر أهله حتى يكونوا هم الغالبين، أمّا العربية فقد تعاورتها العلل وتوالى عليها الهُزال حتى كاد يجهلها مَن هم مدرّسوها.

* * *

أنقل فقرة أخرى من مقالة الرسالة التي نشرتها يوم ٣٠ شوال سنة ١٣٦٦هـ. لقد قلت فيها: "فالحكاية ليست حكاية كتابة تُسهَّل ولا قواعد تُيسَّر، ولا مقاصد ربما كانت خبيثة يحقّقها ناس ليسوا منا ولا يريدون الخير لنا، ولكنها مشكلة المعلّم أولاً. وما دمنا نطلب معلّمين أصحاب شهادات ولو لم يكونوا أُولي علم، وإنما خطفوا مسألة خطفاً وحفظوها حفظاً حتى أدّوا فيها الامتحان ونالوا الشهادة، ولم يعكفوا على كتب العربية حتى تكون ملَكة لهم ... (إلى أن قلت): فهاتوا المعلّم القوي في علوم اللغة: متنها وصرفها ونحوها، صاحب الاطّلاع على لغات قبائلها والحفظ لشعرها والذوق في فهمها، يُصلِح هو فسادَ المناهج ويقوّم اعوجاجَ الكتب.

إلى آخر ما قلت.

* * *

لقد ورد أن الله يبعث لهذه الأمة على رأس كل مئة سنة مَن يجدّد لها دينها؛ أي ينقّيه مما علق به من أوضار البدع والمُحدَثات حتى يردّه إلى أهله كما نزل به الوحي وبيّنه الرسول ‘، أي يغسله كما يُغسَل الثوب المستعمَل ويكوى ويطيَّب حتى يعود كالجديد. كذلك يُحيي الله بالرجل الواحد بلداً ميتاً فيه الأدبُ

<<  <  ج: ص:  >  >>