للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لما عرفتهم ألفتهم وأنست بهم. كانوا مخلصين وكانوا ظِرافاً.

وأنا إنما يصعب عليّ دخول المجلس؛ هنا العقبة الكؤود، فإذا تخطيتها وصرت في المجلس وجدت عندي من طرائف الأخبار ونوادر السّيَر، ومن النكات والمضحكات، ما أمسك به أطراف الحديث فأشدها وأرخيها كما أشاء.

حدّثتهم -فيما حدّثت به- عن إنشاء الجمعيات في مصر، وأوجزت لهم قانون الشبان المسلمين والهداية الإسلامية، وقلت: لماذا لا تحوّلون هذا «الدور» إلى جمعية، تنفعون بها الناس وتُرضون الله، ويكون لكم حظّ من ميراث النبوّة وهو الدعوة إلى الله.

واختاروا قانون «جمعية الهداية الإسلامية» واسمها، وأعدّوا الأوراق لأخذ الرخصة الرسمية. ولم يكُن يحتاج إصدار مجلّة غير سياسية أو تأليف جمعية غير سياسية إلاّ إلى إخبار (مجرد إخبار) يُقدَّم إلى وزارة الداخلية.

ومن ظرف هؤلاء الإخوان ومزاحهم أننا كنا نفكر فيمن يكونون أعضاء في الجمعية، فقلت لواحد منهم: ما رأيك بفلان (وكان حاضراً معنا) هل تراه يصلح عضواً؟ قال: هو «عضو» عزيز علينا لا نستغني عنه، لكن يجب ستره!

وأُلّفت الجمعية وأعلنّا عنها في ردهة المجمع العلمي العربي (في المدرسة العادلية الأثرية)، سمح لنا بذلك رئيس المجمع أستاذنا محمد كرد علي. وكنت أنا الذي تَشرّف بالإعلان عنها في محاضرة دُعيَ الناس إليها، وأعلنت -أيضاً- عنها وذكرت قصة

<<  <  ج: ص:  >  >>