إنشائها وخلاصة قانونها في مقالة (عندي نسخة منها) نُشرت في «القبس» عند صديقنا الأستاذ نجيب الريّس في عدد ٢٩ تشرين الثاني (نوفمبر) ١٩٣٠.
* * *
وجاءت ذكرى المولد، وأرادوا الاحتفاء به -على عادة المسلمين الآن في جميع البلدان- بقراءة قصة المولد، وكان الخاصّة من الرجال يقرؤون «مولد البرزنجي» والنساء «مولد العروس». والعجيب أن سِيَر الرجال تبدأ من الولادة، والناس إذا وصلوا في «المولد» إلى خبر ولادته صلى الله عليه وسلم وقفوا وصلّوا عليه الصلاة الإبراهيمية وأكلوا السكر (الملبَّس) وتفرقوا.
وفي الموالد كلها ما ليس بصحيح، بل ما هو مخالف للقرآن وللصحيح من الحديث، وأنا أكتب في إنكاره من مطلع شبابي؛ منه: أن جدّه عرف يوم مولده أنه هو النبي المنتظَر، وأمه عرفت وناداها منادٍ لمّا حملت به يخبرها بأنه النبي المنتظَر ويأمرها أن تسمّيه محمّداً، وأن بَحيرا وغيره من النصارى عرفوا أنه هو النبي واليهود عرفوه، بل إن «مولد البرزنجي» يؤكّد أن «وحوش المشارق والمغارب» عرفت خبره وتباشرت به، وأنها غاضت بحيرة ساوة وفاض وادي سماوة وتهاوت الشرفات من إيوان كسرى ...
ثم أقلبُ الصفحة فأجد مقابل هذا كله الحديث الصحيح بأن محمّداً صلى الله عليه وسلم جاءه الوحي وقال له:«اقرأ» وهو لم يعرف تماماً أنه النبي المنتظَر، وأنه ذهب إلى خديجة مرعوباً فأخذته إلى ابن