وأفكارهم، فيصيروا وهم أبناؤنا كفّاراً بديننا أعداء لنا أصدقاء لعدوّنا! لقد خبّروني أن «سيدتي»(لا سيدتي أنا فما لي سيدة، أنا سيد نفسي، بل هي مجلّة تصدر هنا ولكن لا تُرسل إليّ ولم أرَها اسمها «سيدتي») دعت الأسر السعودية إلى تَبنّي هؤلاء الأطفال، خُبّرت بذلك إثر حلقة من حديثي الإذاعي اليومي كان موضوعها مشكلة هؤلاء الأطفال. وهذه دعوة لا شك أن فيها خيراً إذ تنقذهم من أن يكونوا -إذا كبروا- أنصار التبشير والاستعمار ثم يكون مصيرهم إلى النار، والمجلة تُشكَر على اهتمامها بهم، ولكن هذه الدعوة تعترضها عوارض يمكن أن نجد لها إن اجتمعنا وفكّرنا علاجاً. منها الاسم الذي نسمي به من لا نعرف له من الأطفال أماً ولا أباً، لمن ننسبه؟ أيتبنّاه الذي يأخذه ويرعاه؟ إن التبنّي محظور في الإسلام. وإذا ضمّته أسرة إليها فكيف تكشف أمامه إذا كبر نساؤها وهو أجنبي عنها؟ وإن كانت بنتاً فكيف تخالط إذا كبرَت رجال الأسرة وهي أجنبية شرعاً عنهم تحلّ بالزواج لهم؟ إن كان الطفل رضيعاً لم يَزِدْ عمره عن سنتين وأرضعَته المرأة صارت أماً له من الرضاع، وصار أولادها كلهم من زوجها أو من زوج لها غيره، قبله أو بعده، وأولاد زوجها منها أو من غيرها صاروا كلهم إخوة لهذا الطفل الذي رضع. هذه سهلة، ولكن ما العمل إن أخذوه وعمره فوق السنتين؟ هذه مسألة جاءت استطراداً، ولكنها مشكلة قائمة، إن لم تجتمع على حلّها عقول المفكّرين وأيدي القادرين كان منها بلاء مستطير وداء خطير لا نبرأ من عقابيله بعد قرنين من الزمان، فتداركوه من الآن.