وقوة الشباب، وقوة الطلاّب التي كنت أقودها. وكانت معارك أصيب فيها كثير من الناس بالجروح، ومن أفظع ما ارتكبناه (أسأل الله التجاوز بكرمه عنه) أننا هدمنا مصلّى صغيراً في دوما، ذلك أن الانتخابات كانت تجري في المدارس وفي بعض المساجد، وكان في هذا المصلّى مركز من مراكز الانتخابات فأدّى تعطيل الانتخابات فيه إلى هدمه. على أنني أحمد الله أن أخي ناجي خلفني في قضاء النَّبْك وقضاء دوما، ثم صار قاضي القُنَيطرة، فألهمه الله العمل على إنشاء المساجد ووُفّق في ذلك، وتمّ على يديه وبنفقة المحسنين من المسلمين، يتولّى جمع المال منهم وبناء المساجد به لجانٌ فيها رجال مؤمنون أمناء موثوق بهم، تمّ على يديه بناء أكثر من عشرين مسجداً كبيراً، فعوّض الله بها على أهل دوما المصلّى الذي انهدم.
* * *
بقيت جريدة «الأيام» وأمرها كل يوم إلى ازدياد حتى صارت لسان الأمّة، المعبر عن أمانيها، المصرّح بمطالبها، المدافع عن حقّها، وحتى ضاق بها الفرنسيون فمنعوا صدورها. وكانت تتوقع المنع يوماً، لذلك حصلت على ترخيص بإصدار جريدة أخرى باسم جريدة «اليوم»، واستمرّت «اليوم» تسير على نهج «الأيام»، ما تبدّل فيها إلاّ الاسم. فصبروا عليها قليلاً ثم منعوها بتاتاً، وختموا بابها بالشمع الأحمر وأخذوا رئيس تحريرها، فذهبت معه، فحاول أن يردّني وأفهمني الشرطي أنه لا يريدني، ولكن لم تَطِبْ نفسي أن أتركه وأرجع فركبت معه السيارة التي أخذوه بها حتى وصلنا إلى دار المندوبية، حيث يقيم مندوب المفوض