للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أُعيدت الآن فسيفساء الأموي كما كانت أيام الوليد. لقد ظلت أسرارها مجهولة عشرة قرون، أفتدرون من الذي كشفها للناس وعرّفهم بها؟ لا، لم يكن عالم آثار ولا أستاذ جامعة، بل واحداً من خدم الأموي. كشف سرّها واستطاع أن يعيد صنعها، حتى إنك تنظر إلى ما بقي منها من أيام الوليد وإلى ما جُدّد الآن، فلا تدري أيها القديم وأيها الجديد.

وجاء المملكةَ من قريب عاملٌ ممّن تعلم هذه الصنعة اسمه فلان العقّاد، نسيت اسمه الأول، وهو يعمل في الرياض ومعه لوحة صنعها باعها بألف ريال! فابحثوا عنه واستقدموا زملاءه، واستفيدوا منهم فيما تقيمون من عمارات تريدون لها الزخرف والجمال، ولكن ابتعدوا عن المساجد، فالمساجد ليست معارض فن ولكنْ محاريب عبادة، لذلك يُكرَه فيها كل ما يشغل المصلّي عن صلاته لاسيما إن كان في جدار القبلة. أمور الدين يا سادة مردّها إلى ما أوحى به الله وبلّغه الرسول، لا إلى ما يراه المفكّرون ولا إلى أذواق أهل الفنون.

* * *

ثم اخرج من الباب الشمالي للجامع تلقَ أمامك مدينة جامعية، بقعة واسعة كلها مدارس؛ المدرسة لصق المدرسة، أبنية فخمة من الحجر والمرمر، أبواب ضخمة فوقها أقواس مختلفات الأشكال مملوءة بالمُقَرْنَصات التي تُدهِش الناظر وتَرُوعه بعظمتها وبفنّها: مدرسة الكلاّسة، وإلى جنبها مدفن صلاح الدين، بجوارها السّميساطية، والجقمقية التي سبق

<<  <  ج: ص:  >  >>