للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إسعاف النشاشيبي يكتب بعض مقالاته في الرسالة باسم «قارئ»، ولكن النشاشيبي ذهب مع من ذهب من أئمة العصر ولم يسدّ بعدهم أحدٌ مسدّهم. يقول هذا القارئ في كلام طويل: إنك تتكلم عن دمشق، فكيف زلّت بك القدم أو زلّ القلم فصرت في شارع بغداد، وأين بغداد عن دمشق؟

يا أخي، شارع بغداد الذي تكلمت عنه في دمشق. ألم تسمع أن في بلد شارعاً باسم بلد آخر سمّوه به تكرمة لذلك البلد؟ ومن خبره أن أول شارع فُتح في دمشق شارع جمال باشا، فتحه سنة ١٩١٦ وسمّوه بعد ذلك شارع النصر، والثاني شارع بغداد هذا شقّه الفرنسيون سنة ١٩٢٥. وأنا اذكر فتح الشارعين. كان فتحه أيام الثورة لمقاصد عسكرية لأن حارات دمشق كانت مغلَقة أمام سيارات الجيش لا تستطيع أن تمشي فيها، وبعضها كان مسدوداً، وكان الجند من الفرنسيين يطاردون مجموعة من الثوّار أو من رجال المظاهرة حتى يحصروهم في واحدة منها، ويقفون في مدخلها يقطعون عليهم خط الرجعة ويمنعونهم من الخروج، فإذا أمسى المساء عليهم وهم يراقبونهم أصبحوا فلم يجدوا منهم أحداً ووجدوا الحارة خالية ما فيها أحد. فيقرعون أبواب المنازل يفتّشونها فلا يلقون في المنازل إلا أهلها، فيُجَنّ


= جزء من بيته ليس فيه تلفزيون (وما كان من قبل ليقبل دخول البيت الذي فيه هذا الجهاز ولو أُقصي في ركن من البيت ووُضع في جوف صندوق)، وبقي كذلك يزوره بين حين وحين حتى وفاة جدي رحمه الله وغفر لأخيه.
هذه هي القصة كلها (مجاهد).

<<  <  ج: ص:  >  >>