غير الطلاّب، لا سلطان لي عليهم ولا حكم لي فيهم؟ بل أنا لا املك السلطة الكافية على مَن معي من الطلاّب. وكنا كما يكون الناس في كل زمان ومكان، نخشى ما يُسمّى «الشذوذ الجنسي»، وقد نوّمنا الصغار مع الكبار ووضعنا البنزين قرب النار، فكيف لا نأمن الانفجار؟ وكان خطأ أن أخرج مع هؤلاء وأن أتولّى أمرهم. ما لي ولهم؟ لقد أمضيت ليلة لست أنساها؛ ما إن يغلبني النعاس فأضع جنبي لأنام حتى أثب كمن لسعته عقرب، أخاف أن يقع مكروه، فأدور على مضاجع الطلاّب أتفقّدهم، فإذا لم أجد ما يريب عدت أحاول المنام فلا أستطيع، حتى طلع الفجر.
وكان أعداء ديننا يقولون ويعيدون: إن منشأ هذا الشذوذ (أي العمل الشنيع الذي ابتكره قوم لوط عليه السلام، فسُجّل الاختراع باسمهم ونُسب إليهم)، يقولون بأن سببه حجاب المرأة، ولو وجد الماء طريقه المحفور ما ساح في الحقول، فانزعوا حجاب المرأة تخلصوا من هذا الداء. وكدنا نصدّقهم حتى وجدنا أن هذا الشذوذ في إنكلترا وألمانيا أكثر منه في بلادنا، حتى سنّوا هناك القوانين لإباحته وبارك أساقفتهم هذا القانون! أفمن حجاب النساء الألمانيات والإنكليزيات نشأ عندهم هذا الشذوذ؟! ولماذا لم يَخلصوا منه ونساؤهم مهتوكات الحجاب كاشفات العورات، لا يكاد كثير منهن يردّ يد لامس؟ كلاّ، كذبٌ ما قال أعداء الحجاب وكذبٌ كل ما يقول خصوم الإسلام.
طلع الفجر، وأعدتُهم إلى منازلهم ورجعت إلى داري، ولكن ما عدت إلى مثلها؛ يكفي أن أُجَنّ مرة واحدة.