للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

من الأقمشة المصنوعة في أوربا قال: إن هذا استعمار لأجسادنا فوق استعمارهم لبلداننا! ودعا إلى العودة إلى الأزياء الوطنية والتمسك بها والمصنوعات الوطنية والحرص عليها، وقال بأنه كان في إنكلترا أيام الدراسة من أكثر الشباب أناقة وكان يحلق لحيته في اليوم مرتين، وهو الآن يكتفي بقميص من صنع الهند يبلغ الركبتين وتحته سراويل من قماش هندي وعلى رأسه كُمّة (طاقية) عليها شيء يبدو كالهلال، فإن اقتربت منه قرأت فيه جملة «نحن أنصار الله» ".

وخلصت إلى الدعوة -في هذا المنشور- إلى نبذ الطربوش واتخاذ العقال. وذهبت إلى أحد تجّار العقالات والعباءات في سوق مدحة باشا، هو والد الصديق الدكتور حكمة هاشم، فاشتريت عقالاً وكوفية وعباءة وخرجت بها. ودعوت مَن حولي من الطلاّب إلى العقال، فكان أول من لبسه وذهب به إلى مدرسة التجهيز (مكتب عنبر) أخي ناجي ورفيقه محمود الرفاعي (الذي صار بعدُ من كبار ضباط الجيش وكانت له مشاركة قوية في القضاء على حسني الزعيم، ثم تُوفّي شهيداً رحمه الله) ورفيقه أنور العشّ. وكان في اليوم الذي يليه اثنان وأربعون عقالاً، ثم انتشر حتى صار نصف الطلاّب في بعض المدارس، وربعهم في بعض، من أرباب العقال. ومنع بعضُ المديرين التلاميذَ من لبسه؛ منهم مدير مدرسة البحصة، وهي التي كانت «السلطانية الثانية» وقد مرّ ذكرها، وهي أكبر مدرسة ابتدائية في دمشق ومعها (يلحق بها) المدرسة التجارية. فذهبت إليه ومعي نفر من كبار الطلاّب الذين يعملون معي، فلما بلغه وصولي ذُعِر، ولكنه كان عاقلاً فبعث من يخبر المراقب بأن

<<  <  ج: ص:  >  >>