للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

طريقه وجرّأني على سلوكه؟ إنه أستاذنا سليم الجندي.

أما الكتب القديمة، المنار والتحرير (١)، فما كنت لأستطيع قراءتها فضلاً عن فهمها. وأول من أعرفه عرَض هذا العلم عرْضاً سهلاً واضحاً هو الغزالي في «المُسْتصفى»، ومن علماء القرن الحاضر أو قبله بقليل الشيخ الخضري، ثم جلاّه للناس ووضّحه وشرحه الشيخ عبد الوهاب خلاّف، الذي عرفتُه في مصر وفي الشام واستفدت منه ومن زميله الشيخ علي الخفيف، وأحسب أن الأول عقله أكبر من علمه والثاني علمه أكبر من عقله. وكان الشيخ خلاّف يملك قدرة عجيبة على «تبسيط» المعقَّد من المسائل وتوضيحها، وكان مثله -ممّن عرفت- الشيخ شلتوت الذي اجتمعت به عند الشيخ عبد المجيد سليم في مصر لمّا أخذني الزيات إليه فطالت صحبتي إياه. من هذه الكتب فهمت أصول الفقه، ثم ألِفته، ثم إني -كما أظن- أتقنتُه. وممّن ألّف فيه الشيخ محمد أبو زهرة رحم الله الجميع.

أعود إلى الشيخ أبي اليسر عابدين. لقد كان أستاذاً في كلية الحقوق فخطر له أن يَدرس الطب، ودراسة الطب لا تتم إلاّ بمعرفة اللغة الفرنسية فتعلّمها، وصار طالباً نظامياً في «الطب» وهو أستاذ يدرّس في «الحقوق»، حتى حاز شهادة «دكتور في الطب» سنة ١٩٢٦، وحاز على شهادة «الكولكيوم» الفرنسية، وفتح عيادة فكان يمارس فيها التطبيب ويدرّس في الحقوق، وله


(١) «التحرير في أصول الفقه» لابن الهمام الحنفي و «منار الأنوار» للنسَفي، من أشهر كتب الأصول ولهما شروح كثيرة (مجاهد).

<<  <  ج: ص:  >  >>