للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حلقة في جامع الورد الذي يؤمّ فيه ويخطب الجمعة، وكان يُفتي المستفتين ويُقرئ في داره مَن يقصده من طلبة العلم، وكانت له مكتبة كبيرة فيها الكثير من المخطوطات النادرة فهو يعكف عليها، يقرأ دائماً ويكتب، ومن مكتبته أخذ صديقنا وأستاذنا عزّالدين التّنوخي مخطوطة «الإبدال» لأبي الطيّب اللغوي التي طبعها المجمع العلمي في دمشق. ترك ثلاثين مؤلَّفاً مكتوبة بخطه رأيتُها وكتبت عنها في جريدة الأيام الدمشقية في ١٨/ ٥/١٩٦١ (١)، ما طُبع منها إلاّ واحد هو كتاب «أغاليط المؤرّخين».

ومن علماء الأساتذة سعيد مَحاسِن، وهو أقدر محامٍ عرفتُه في الشام ومصر في الدعاوى المدنية، نشأ طالب علم على طريقة المشايخ ثم درس الحقوق في إسطنبول وأخذ الشهادة منها، وصار سنة ١٩٢٨ وزيراً في حكومة لم يكن الشعب راضياً عنها فخرجت المظاهرات ضدّها، وناله الكثير من الأذى فخرج منها بعد أشهر يحمل من الوزارة وِزرها. كان يدرّسنا «المجلة»، وهي المادة الأساسية في كلية الحقوق، أصدرها العثمانيون بعد تأسيس المحاكم النظامية لتكون بمثابة القانون المدني، وضعَتها لجنة من كبار العلماء سنة ١٢٨٦هـ وجمعَت في أولها القواعد الفقهية في مئة مادة، ترتيبها -في الجملة- حسن ولغتها جيدة، ولكنها أُخذت من المذهب الحنفي فقط. وثَقُلت على الحاكمين فوضعوا المادة ٦٤ في قانون «أصول المحاكمات» العثماني


(١) في سلسلة مقالات «كل يوم كلمة صغيرة»، وهي في كتاب «مقالات في كلمات: الجزء الثاني» ص٢١٢ - ٢١٦ من طبعة دار المنارة الجديدة (مجاهد).

<<  <  ج: ص:  >  >>