للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فنسفوا بها ربع المجلة، ولبثنا نحكم بها حتى جاء حسني الزعيم سنة ١٩٤٩ فنسف ما بقي منها وجاء بالقانون المدني، وسيأتي حديثه. وللأستاذ سعيد محاسن شرح للمجلة جيّد، وأوسع شرح لها شرح الأتاسي، ولقدري باشا قانون وضعه هو لم يُعمل به على غرار المجلة، يستند إليه الأستاذ السنهوري كثيراً في بحوثه.

كان درس محاسن فيّاضاً بالفوائد، لا سيما حين يحدّث الطلاّب عن بعض ما مرّ به في قضاياه التي كان يرافع فيها. وكان -إلى علمه الواسع- ذكياً من أذكى مَن عرفت من الرجال، يظن خصمه في المحكمة أنه تمكن منه وأمسك بخناقه وضمن كسب القضية، فإذا به يتمسك بخيط كان خافياً عليه لم يلتفت إليه، فلا يتنبه إلاّ والخيط محيط بعنقه وإذا الرابح الأستاذ محاسن. صار نقيب المحامين وكان أكبر محامٍ في البلد وأجره أغلى أجر، على عقدة في لسانه ما انحلّت عنه حتى توفّاه الله. وكان أحدَ خمسة لو آتاهم الله مع العلم البيان وفصاحة اللسان لما قام لهم أحد. منهم أستاذنا سليم الجندي، وشيخ القضاة الشرعيين الفقيه الحنبلي سليل الفقهاء الحنابلة الرجل المستقيم النزيه الذي لا يعرف في الحقّ مجاملة ولا مساومة الشيخ حسن الشطي، وشيخنا أبواليسر، وشيخ مشايخنا العالِم المعمَّر الذي عاش مئة وثمانية عشر عاماً وعاشت معه ذاكرة قوية لم تضعف ونكتته صريحة لاذعة لم تخفّ، رئيس محكمة التمييز الشرعية الشيخ عبد المحسن الأسطواني.

ومن الأساتذة من كان قائماً بعمله ناجحاً فيه، لا هو بالعالِم

<<  <  ج: ص:  >  >>