للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال لأنه كان يومئذ جديداً عليّ، هو أننا طلاّب جامعة وطالب الجامعة ليس كتلميذ المدرسة، فالتلميذ يُلقَّن العلم فيحفظه والطالب يعمل بنفسه بإرشاد أستاذه حتى يصل إليه، وفي المدرسة كتاب مقرّر يدرسه الطالب ويَعيه ويكون امتحانه فيما جاء فيه، وليس في الجامعة (اسمعوا هذا أيها الجامعيّون) ليس في الجامعة كتاب مقرَّر بل موضوعات مطلوبة يجمعها الطالب من مصادرها وينظّمها ويُبدي رأيه فيها، ثم يقدّمها للأستاذ بحثاً مُعَدّاً. والجامعة التي تفرض على طلابها كتاباً تمتحنهم فيه ليست جامعة بل مدرسة متوسطة! وما قاله صحيح، ولكني وجدته لمّا خبرته مثل بيانات المرشَّحين في الانتخابات، برامج كاملة ولكنها موقوفة التنفيذ، مواعيد ولكنها «مَواعيدُ عُرْقوبٍ أخاهُ بيَتْرَبِ (يَتْرَب لا يَثْرِب)، هو الأستاذ سامي الميداني المحامي الكبير، وكان يدرّسنا الحقوق الدولية.

ومن أفاضل المدرّسين الأستاذ ستيف، فرنسي عالِم كان المستشار التشريعي للدولة السورية، درّس لنا علماً هو كالمدخل إلى دراسة الحقوق، كان يُلقيه إلقاءً جيداً فصيح اللهجة واضح النبرة، يدلّ درسه على فهمه وعلمه، ولكن الذي نقله إلى العربية جاء به (نصاً ...) معقّداً ركيكاً لا واضحاً ولا مفهوماً، لكنه كان في بداية العهد بالتدريس، وقد نضج بعدُ وصار من فضلاء الأساتذة وصار وزير الأوقاف، فحسن عمله في الوزارة، ثم دخل مع حسني الزعيم وصار رئيس وزرائه، ثم قُتل معه لمّا قُتل، هو الأستاذ محسن البَرازي.

<<  <  ج: ص:  >  >>