للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

منها وقلبي عندها! ولو وضعت في هذه الحالة قصة لكانت من أروع القصص. وأنا قادر على كتابتها، ولكني أُكرم شيبتي أن أعود الآن إلى هذا الهراء، وأرحم الشباب من القرّاء.

* * *

وكانوا يُلزموننا بالدوام، أي بحضور عدد معيّن من دروس الأساتذة، فإن لم نستكمله لم يمكّنونا من دخول الامتحان. وما ينبغي لطلاب الجامعة أن يُكرَهوا على استماع دروسها، بل إنّ مردّ ذلك إلى مقدرة المدرّس وتقدير الطالب. فمَن كان من الأساتذة ذا علم يشعر الطالب بالحاجة إليه ويحسّ بالاستفادة منه، وكان ذا بيان يعرض به علمه: بحسن إلقائه وجمال تعبيره، ولم يكن فظاً غليظ الطبع ولا مدّعياً ولا مستكبراً ولا جاهلاً، مثل هذا المدرّس يُقبِل الطلاّب على درسه من غير أن تسوقهم عصا أو يضطرّهم إكراه، كما يُقبِلون على سماع الدروس النافعة في المسجد والمحاضرات المفيدة في النادي، يتسابقون إليها وما أجبرهم أحد عليها.

فلماذا لا تكون محاضرات الجامعة مفتوحاً بابها للطلاّب جميعاً، من حضر فأهلاً به وسهلاً، ومن غاب فلا لوم عليه ما دام النجاح بالامتحان، وعند الامتحان يُكرَم الطالب أو يُهان؟ وليس لك أن تسأله من أين حصلت العلم: مِن درس المدرّس أم من الكتب أم من أفواه العلماء من غير المدرسين، المهم أن يلمّ بالمطلوب منه في المنهج وأن يجيب على السؤال الذي ألقي عليه يوم الامتحان. أليست هذه هي سُنّة طلاّب الأزهر قديماً وأخوات

<<  <  ج: ص:  >  >>