للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

من الشبّاك أو أطلق على نفسه الرصاص، أو انتحر بما هو شرّ من ذلك بأن تكون له «معاملة» في بلد يدين موظفوه بدين «الروتين» مضافاً إليه إهمال الموظفين و: "تعالَ بكره، مشغولين"!

ما كان عندنا يومئذ (سنة ١٩٣١) إلاّ جهازان للرادّ، أحدهما عند محمد علي بك العابد رئيس الجمهورية والآخر عند الأمير سعيد الجزائري، وكان الجهاز بحجم الثلاّجة، ما كانت قد وُجدت هذه الروادّ الصغيرة التي تحملها باليد كما يحمل المريض جراثيم مرضه المعدي ينشرها (مجّاناً) في الناس.

* * *

لقد كنت آخذ «الميمات» بمثل وسيلة الأستاذ التقي وبأمثالها، وبالحيلة وبالتهديد. وأستغفر الله الآن من هذا الذي كان، وليس الذنب فيه عليّ وحدي بل على من وضع هذا القانون.

حتى إذا انقضى الشهر وكمل إعداد سلاح المعركة برزت شاكي السلاح ودخلت الامتحان. ولقد أدّيته في السنة الأولى وأنا بالعباءة والعقال، فوفّق الله وكنت الأوّل بين رفاق منهم من هو أقرب إلى فضل الأساتذة منه إلى حال الطلاّب. ترون ذلك في صورة صفحة السجل (١)، أما الشطب على كلمة «الأوّل» مع إبقائها ظاهرة فسببه أنهم أبطلوا نظام ترتيب الطلاّب واكتفوا بدرجات ثلاث: جيد وحسن وضعيف.


(١) وهي في جزء الصور والفهارس (مجاهد).

<<  <  ج: ص:  >  >>