للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فاطمياً ولا علوياً والله أعلم، فما أريد الآن تحقيق نسبتهم أو إثبات افترائهم. وأنها بلدة الإسماعيليين من أتباع آغا خان، ينظرون إليه نظرة تقديس ويعاملونه معاملة عبادة (١). وأنها فُتحت فيها ونحن في أوائل المدرسة الثانوية مدرسة زراعية، بذلوا لها كرائم الأموال وجاؤوها بأفاضل الرجال ولم يبخلوا عليها بشراء أجوَد الآلات وأفضل المعدّات، ودعوا التلاميذ إلى الانتساب إليها ووعدوهم ومنّوهم، فما استجاب لهم إلا نفر من رفاقنا كانوا


(١) حينما نشر الشيخ هذه الذكريات في جريدة «الشرق الأوسط» ختم الحلقة الستّين منها بحاشية عنوانها «تصحيح وتوضيح» لم ترد في الطبعة السابقة من هذا الكتاب، وقد وجدت إدراجها في هذا الموضع مفيداً، وفيها: "تلقّيت رسالة من الأستاذ في الجامعة الإسلامية في المدينة أحمد الأحمد الذي كان من تلاميذي سنة ١٩٣٨ يقول فيها إن أهل سلمية ليسوا جميعاً من الإسماعيلية، بل إن ثلثهم من أهل السنّة والجماعة ومن السلفيين، وهو من هؤلاء. وأنا أذكر أنه كان في سلمية لمّا كنت معلّماً فيها سنة ١٩٣٢ رجل سنّي اسمه محمد أفندي الجندي بنى مسجداً فيها وله جماعة، ولست أدري الآن ما صلة سامي الجندي به. وهذا توضيح وتصحيح لما قلت، ومن كان لديه علم عن هذا الأمر فليتفضّل بإعلانه".
قلت: وقد وجدت في الدراسة التي كتبها محمد المبارك عام ١٩٥٨ وسمّاها «تركيب المجتمع السوري» (ونُشرت من قريب) أن بعض علماء حمص قاموا بالدعوة إلى الإسلام السنّي في قرى سلمية في أيام الانتداب الفرنسي فتسنّنَ كثيرٌ من أهلها، وانتبه الفرنسيون فأخرجوا هؤلاء العلماء، وبقي من عاد إلى الإسلام من الناس على إسلامه، حتى إن بعض الأسر قد انقسمت إلى قسمين إسماعيلي وسني، وحصلت بين الفريقين مصادمات ومشاجرات (مجاهد).

<<  <  ج: ص:  >  >>