الدائم وملاعب كرة القدم. أخذوه منا وهو وقف إسلامي، مسجَّل في الدائرة العقارية محفوظة سيرته في صحف التاريخ!
ذهبَت دمشقُ التي عرفناها وجاءت دمشق أخرى ننكر منها أكثر ممّا نعرف، وأصاب الغوطة «شلل نصفي» عطّل جانبها الغربي كله فعالجوه بالبتر، فغدت الغوطة اليوم شقّ غوطة الأمس! كان النصفان كأنهما شقيقان فلم يبقَ إلاّ شِقّ واحد، فلا دمشق دمشق ولا الغوطة الغوطة.
فيا ليتني لم أقف اليوم عليها ويا ليتني مضيت قدماً إلى حديث القرية التي نُقلت إليها معلّماً في مدرستها! لقد أثارت هذه الوقفة أشجاني وجدّدَت أحزاني، وإن ضاق بالشباب يومه فرّ بالأمل إلى المستقبل، أما الشيخ فلا مهرب له إلاّ إلى الماضي.
فلنعُد إلى الماضي الذي كنت أتحدّث عنه، إلى يوم تلقّيت كتاب الوزارة بنقلي إلى سَقْبا، ومَن كان منا معلّماً في قرية فنُقل إلى دمشق كان كأنه نال الأماني، ومن اقترب منها فقد دنت منه الآمال. كنا كلّنا معلّمين في المدارس الابتدائية: أنا وسعيد الأفغاني وسليم الزِّرِكْلي وأنور العطّار وجميل سلطان وزكي المَحاسني، ومن كان قبلنا ممّن هم مشايخنا أو مثل مشايخنا: الشيخ بهجة البيطار (مؤسّس دار التوحيد) والشيخ زين العابدين التونسي وعبد الغني الباجِقْني والشيخ (الطبيب) رفيق السّباعي وشيخ القرّاء الشيخ عبد الله المنجّد والشيخ سعيد البُرهاني وحسني كنعان، ومن جاء بعدنا بقليل كمحمود مهدي الإسطنبولي وحكمة هاشم، ومن بعدهم كأمجد الطرابلسي، هؤلاء وأمثالهم