للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

اللوحات التي وضعتها أمانة العاصمة المقدسة في شوارع مكّة لتدلّ الناس على الطرق، لم أقدر أنا ولا وجدت من قدر على حلها، حتى أخي شيخ أساتذة الرياضيات في سوريا الذي يدرّس الآن في جامعة أم القرى الدكتور عبد الغني: «شرق (أ)، (ب) شمال ق. ل. م. جنوب غرب، إلخ» ما معنى هذا؟ ولمن وُضعت هذه اللوحات إذا كان ما كُتب فيها لا يفهمه أحد؟

كان عندنا في الشام قديماً كاتب عرائض (عرض حالجي) أسعاره مختلفة: عريضة رقم (١) بعشرة قروش وعريضة رقم (٢) بخمسة وعريضة رقم (٣) بقرش واحد. فسألوه فقال: عريضة (١) أقرؤها أنا ومن تُقدَّم إليه، وعريضة (٢) أقرؤها وحدي ولا يستطيع غيري أن يقرأها، وعريضة (٣) لا يقدر على قراءتها أحد، وأنا لا أستطيع قراءتها!

فهذه اللوحات كلها من زمرة العريضة (٣).

* * *

نعم، كان للشباب قبل سنة ١٩٣٣ أدب جيّد وكان لهم شعر ومقالات وكتب، فلقد صدر لي قبل هذه السنة كتاب «بشّار ابن برد» وكتاب «الهيثميات» و «قصص الهيثميات»، وكتبت مسرحيات وعشرات وعشرات وعشرات من المقالات، وصدر لجميل سلطان كتاب «صريع الغواني». ولكن الغالب على أدبهم المذهب الرومانسي، إلاّ قصائد وطنية لسليم الزركلي تأثّر فيها بابن عمّه الشاعر الكبير خير الدين، وقصائد لعمر يحيى ولغيرهما ممّن لا أذكر الآن.

<<  <  ج: ص:  >  >>