للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

سهلاً فسيحاً، هو الصورة المصغّرة لسهل البقاع الذي تدور فيه الآن المعارك وتتحدث عنه الصحف والإذاعات. هذا هو سهل الزَّبَداني، عن يمينه مَضايا وبُقّين، وفي صدره وعن يساره الزبداني، وفوق الزبداني بْلودان، درة مصايف دمشق وأكثرها عمراناً، وأكثرها فساداً أيضاً. والحضارة المعاصرة لا تدخل بلداً إلاّ دخل معها الفساد.

والمنطقة الثانية منطقة النَّبْك ويَبرود، وسأحدثكم حديثها حينما أنتقل إليها -قاضياً فيها- سنة ١٩٤١.

يَبرودُ يَبرُدُ صيفاً من أقامَ بها ... لذاكَ قِيلَ مع الإشباعِ يَبرودُ

والإشباع مدّ الفتحة حتى تصير مثل الألف والضمة حتى تصير مثل الواو: كلمة «شَرٌّ» مثلاً تصير بالإشباع «شارون»: أصله وحقيقته شر ولكنهم شبّعوا الفتح والضم فصار شارون، وبقي شراً على الحالَين ... وهل يأتي من يهودي إلاّ الشرّ؟

والمنطقة الثالثة منطقة التل ومنين التي أتحدث عنها.

* * *

كان لدمشق يومئذ ثلاثة مداخل (أو مخارج): غربيّ من وادي الربوة إلى بيروت، وجنوبيّ من «القَدَم» في آخر الميدان إلى درعا ثم الأردن ثم إلى المدينة المنورة، وشرقيّ من آخر حيّ النصارى «القَصّاع»، وهو طريق حلب الذي يُضرَب به المثل في الوضوح فيُقال: «أوضح من طريق حلب»، يتفرع عنه من أوله طريق يوصل إلى القَابُون ثم إلى بَرْزَة، وكلاهما صار الآن من

<<  <  ج: ص:  >  >>