للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

من أخطاء النسخة المطبوعة منه، ولو وجدت له نسخة مخطوطة صحيحة لحقّقتُه وأعدت نشره لأني صرت من أعرف الناس به. فاقرؤوه -على كثرة أغلاطه- تجدوا فيه ما لا تجدون مثله في كتاب آخر من صور المجتمع العباسي ومصطلحات أهله، وأحوال الموظفين وأوضاع التجّار، وأقلّ ما تستفيدون منه أنه يهوّن على المحزون منكم حزنه حين يرى أن مِن الناس مَن أصابه أكثرُ ممّا أصابه. ولكن فيه كلمات من اللغة العبّاسية لا يكاد أحدٌ يعرف معناها معرفة يقين (١)، ومثلها في «البخلاء» للجاحظ، حاول بعض المستشرقين تفسيرها فوُفّقوا في بعضها.

خرجت عن الموضوع كالعادة فمعذرة.

* * *


(١) في ختام حلقة لاحقة نشر جدي رحمه الله التعليق التالي: "تعليقاً على ما قلتُه في الحلقة الماضية عن كتاب «الفرج بعد الشدة» خبّرني أخي، أو ولدي، الأستاذ العصامي النابغة زهير الشاويش صاحب «المكتب الإسلامي» للنشر وناشر العشرات من كتب الفقه الحنبلي والكتب السلفية القيّمة ومحققها، خبّرني أن الأستاذ عبّود الشالجي حققه ونشره في خمسة مجلدات، فسّر فيها الألفاظ العبّاسية وعلّق عليها، كما نشر الكتاب الآخر للقاضي التنوخي وهو «نشوار المحاضرة»، ففرحت بهذا الخبر عنهما وعجبت كيف لم أرَهما ولم أسمع بهما وقد طُبعا من سنين" (مجاهد).
قلت: وتحقيق المحامي عبود الشالجي لكتابَي القاضي التنوخي هذين في غاية النّفاسة، وقد أعانه على شرح ألفاظهما العبّاسية الغريبة أنه من سكان بغداد، وُلد ونشأ فيها كما يظهر من تعليقاته وحواشيه الكثيرة المفيدة (مجاهد).

<<  <  ج: ص:  >  >>