للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يأخذون كل لحن يسمعونه، ولو كان لأغنية غرام مبتذَلة، فيؤلّفون كلاماً سخيفاً يزعمون أنه في مدح الرسول - صلى الله عليه وسلم - ويُنزِلونه على اللحن. وقد أنكرت هذا في الصحف وفي الإذاعة وعلى المنابر من أكثر من أربعين سنة وأنكره الآن، ولكني أُقِرّ أني حفظت بسببه أكثر ألحان عبده الحامولي، ومحمد عثمان، وداود حسني (اليهودي)، وأمين حسنين، والشيخ أبي العلا، وسيد درويش، وزكريا أحمد.

ونشيد بلادي (السعودي) نُظِم معارَضةً لنشيد الرافعي:

بلادي بلادي هواكِ دمي ... جعَلتُ حياتي فدىً فاعلمي

غرامُكِ أوّلُ ما في الفؤادِ ... وذِكرُكِ آخِرُ ما في فمي

ولحنه جاء من هنا مَشوباً بشيء من لحن القصيدة التي كانت تغنيها أم كلثوم: «مِصرُ التي في خاطِري وفي فمي» لا من نشيد سيد درويش: «بلادي بلادي بلادي ..... لكِ حبّي وفؤادي».

ولأنهم علّمونا في المدرسة «النوتة الموسيقية» مفصَّلة غاية التفصيل، وإن كنت لم أمسك بيدي آلة موسيقية فضلاً عن العزف عليها، وإنما هو علم نظريّ بها. كما أعرف (نظرياً أيضاً) المقامات والأنغام العربية وأنواع الضروب والإيقاعات، على مبدأ «تعلّم السحرَ ولا تعملْ به»، وإن لم يكُن حديثاً.

* * *

وكان لي مع الشيخ زين العابدين التونسي (رحمة الله عليه وعلى أساتذتنا جميعاً) موقف أسأت فيه إليه وأنا لا أدري، وكان ذلك سنة ١٩١٩. وقد زرته آخر مرة ذهبت فيها إلى دمشق وقلت

<<  <  ج: ص:  >  >>