(٢) «سُهَيل» من ألمع نجوم السماء، بل هو ثاني ألمع نجوم السماء بعد الشِّعْرى اليمانية. وهو من نجوم الجنوب، تبلغ زاوية مَيَلانه -٥٣ درجة تقريباً، لذلك لا يمكن أن يُرى أبداً فوق خط العرض ٣٧ شمالاً. وكلما انحدرنا عن هذا الخط جنوباً صار أكثرَ ارتفاعاً في السماء (في ليالي الشتاء خاصة)، فهو يُرى بوضوح في جزيرة العرب، ولا سيما في وسطها وجنوبها، أما في خراسان المرتفعة إلى الشمال فقد احتاج الشاعر إلى رفع رأسه ليراه. والشاعر هو مالك بن الرَّيْب، في قصيدته التي رثى فيها نفسه، ومنها قوله: أقولُ لأصحابي ارْفَعوني فإنّني ... يَقَرُّ لِعَيني أنْ سُهَيْلٌ بَدا لِيَا ... وهي من عيون الشعر. وفي كتاب «رجال من التاريخ» لعلي الطنطاوي مقالة عنه عنوانها «شاعر يرثي نفسه» (مجاهد).