للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الأيوبي. ومثلها المدرسة السُّمَيساطية التي كانت يوماً دار عمر ابن عبد العزيز خامس الخلفاء الراشدين، والمدرسة الإخنائية، وقريب منها العادلية التي بناها العادل الأيوبي، وفيها اليوم مجمع اللغة العربية، وكانت يوماً دار الإفتاء وكان المؤرخ ابن خَلِّكان ينام فيها. وأمامها الظاهريّة (١)، أغنى المكتبات في الدنيا بالمخطوطات في علوم الحديث، وقد صنع لها المحدّث الشيخ ناصر الألباني (٢) فهرساً.

وهذه المحلة من دمشق ممتلئة بالمدارس القديمة، حتى إنك لتلقى داراً مملوكة على بابها لوحةٌ باسم المدرسة وواقفها وما وقفه عليها، وهذا من العجب. وأعجب منه أن جدار الأموي الشمالي (وعرضه نحو المترين أو قريب منهما) فيه نافذة، أرضها ملحَقة بدار مملوكة مُسجَّلة في السجلّ العقاري، وهي من جدار الجامع!


(١) «السّميساطية» نسبة إلى أبي القاسم السّميساطي (من سُمَيْساط، وهي قلعة على الفرات) الذي اشترى الدار ووقفها على فقراء الصوفية في القرن الهجري الخامس، و «الإخنائية» أنشأها القاضي الإخنائي واكتمل بناؤها سنة ٨٢٠هـ، و «العادلية» هي المدرسة العادلية الكبرى التي أنشأها الملك العادل سنة ٦١٩هـ (أما «العادلية الصغرى» فهي في العَصرونية، أنشأتها بابا خاتون بنت أسد الدين شيركوه سنة ٦٥٦هـ)، و «الظاهرية» هي المدرسة الظاهرية الكبرى التي أنشأها الظاهر بيبرس سنة ٦٧٨هـ (مجاهد).
(٢) وأنا أقرّ له بالصدارة في علوم الحديث وأرجع فيها إليه، وأنكر تفقّهه وآراءه التي يخالف فيها جمهور العلماء من الفقهاء.

<<  <  ج: ص:  >  >>