للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أعود إلى الشيخ محمد نصيف. لقد دامت صلتي به نحو نصف قرن، وكنت كلما ازددت به معرفة أزداد له محبّة واحتراماً. ووثّق عُرى هذه الصلة أنه كان صديق شيخنا محمد بهجة البيطار وشيخه الشيخ محمد جمال الدين القاسمي، وصديق خالي محبّ الدين الخطيب.

إن سيرة الشيخ نصيف تاريخ لهذا البلد ولوحة تعرض بعض مكارمه ونموذج لحياة رجال فقدناهم ولم نجد بعدهم أمثالهم، فأين أحفاده يكتبون سيرته، وهم جميعاً من صدور المثقفين والمتعلمين؟ وحسبكم أن منهم مدير الجامعة، وأخته عميدة الطالبات، وأخاه الذي يصفّي لنا ماء البحر فيجعله بإذن الله عذباً فُراتاً بعد أن كان مِلحاً أُجَاجاً (١)، وكلهم دكاترة لهم أذهان ولهم أقلام، فما لهم يقعدون عن أداء الواجب عليهم؟ وأنسباء الشيخ من آل جمجوم، وما أكثر الأفاضل والأماثل فيهم، وغيرهم ممّن عرف الشيخ. لا أريد أن يكتب سيرته من أجله هو، فهو في مكان


(١) مدير الجامعة هو عبد الله نصيف، كان وكيلها لمّا جئتها أنا طالباً في كلية الهندسة في أول سنة ١٩٧٧، ثم صار مديرَها وبقي سنوات كذلك، ثم انتقل مديراً لرابطة العالم الإسلامي ثم تنقّل في سواها من الوظائف العالية، وحيثما حلّ كانت له يدٌ في الخير والإصلاح. وأخته فاطمة نصيف التي كانت عميدة قسم الطالبات في جامعة الملك عبد العزيز، أي مديرة جامعة الطالبات، وهي من أخلص وأنشط الداعيات إلى الله، لها من الأثر ما أورثها حسنَ الذكر بين الناس وما يُرجى لها به الأجر من رب الناس. والأخير هو عبد العزيز نصيف مدير تحلية المياه في جدة (مجاهد).

<<  <  ج: ص:  >  >>