للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إذا سَمَتْ بأمين العاصمة المقدّسة همّته وأعانه شبابه والحكمة التي ورثها من أبيه معالي الأخ الشيخ محمد عمر توفيق، إذا أراد ما هو أكمل من هذا أعدّ في دار الأمانة بهواً يكون متحفاً صغيراً يعرض فيه جبال مكّة وواديها قبل أن يرفع فيه سيدنا إبراهيم القواعد من البيت وابنه إسماعيل، واللوحة الثانية أو الخريطة (١) المجسّمة الثانية للكعبة كما أقامها إبراهيم: بناء يعلو نصف علوّ الكعبة اليوم تشمل نحو نصف الحِجر، لها زاويتان (ركنان) من جهة الجنوب وشبه دائرة من الشمال، لها بابان لاصقان بالأرض وليس حولها بيوت. والثالثة للكعبة قبل قصي والبيوتُ بعيدة عنها وحولها أرض فضاء، ثم ما كانت عليه بعد قصي وحولها المطاف، أي فناء الكعبة والبيوت محيطة بها، لا تعلو مثل علوّها بل هي أخفض منها، وبين البيوت مسالك توصّل إليها. ولوحات أو مجسّمات لمكّة تبيّن تطوّرها وتظهر في كلّ عهد الأماكن التاريخية فيها، كدار أبي طالب ودار الندوة (وموقعها اليوم وسط المسجد الحرام) ودار أبي سفيان. وما أظنّ أن أحداً يُفتي بأن الشرع يحرّم ذلك، لأنه لا يخطر اليوم على بال أحد أن يقدّس هذه الآثار تقديساً يُفضي به إلى عبادتها، أو تعظيمها التعظيم المطلَق الذي هو من مظاهر العبادة.

والعبادة بجميع طرقها وكافة مظاهرها لله وحده، وروحُ العبادة الحب المطلَق والخوف المطلَق، وألاّ تطلب ما لا يُدرَك بالأسباب المادّية من غير مَن وضع هذه الأسباب، وأن تعلم أن


(١) الخريطة في اللغة قطعة من القماش مثل الكيس تضمّ جوانبها على ما يوضع فيها.

<<  <  ج: ص:  >  >>