للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الذي بداية المخلوقات كلهم منه ومرجعهم جميعاً إليه هو الله، هو الربّ الخالق الحافظ، وهو الملك القادر المتصرف، وهو الإله الذي لا يُعبَد معه سواه، ولا يستحقّ العبادةَ غيرُه، وأن تؤمن بكل ما نزل به وحيه على رسوله، لا تُنكِر شيئاً منه ولا تردّه ولا تؤمن بشيء يخالفه ولا تقبله.

فإذا كنت كذلك واجتنبت كبائر ما نهى الله عنه وأتيت ما أمر به، لم يضرّك أن تأخذ بهذا الذي اقترحت لتدرك مقدار ما أنعم الله علينا، لنحمده ونشكره عليه.

* * *

أعود إلى حديث الذكريات:

أنزلونا لمّا جئنا مكّة في دار كبيرة أُعدّت للضيافة، كانت قائمة إلى عهد قريب جداً في أجياد، بين عمارتَي الأشراف والكعكي (ولم يكن يومئذ عمارة الكعكي ولا الأشراف) كنت أمرّ ببابها كل يوم لأني أسكن بجوارها من عشرين سنة، أمرّ بها فأذكر أيامي فيها، ولكن لم أفكّر مرّة في دخولها. كان مديرَ هذه الدار رجل من مصر فاضل جداً رضيّ الخلق حسن السيرة اسمه السيد عبد السلام غالي، ولم يكن يدَع شيئاً يقدر عليه فيه راحة لنا إلاّ قدّمه إلينا. ولم يكن في مكّة يومئذ كهرباء، كانت الكهرباء في الحرم فقط، مصابيح كهربائية (لَمْبات) صغيرة تستمدّ نورها من محرّك (موتور) أحسب أن أحد مسلمي الهند أهداه إليه. ولم يكن بعد هذه الدار إلاّ حيّ «بئر بليلة» وقصر لنائب الملك الأمير فيصل (رحمه الله)، وله قصر آخر في نهاية مكّة من أعلاها فمكّة

<<  <  ج: ص:  >  >>