للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

صورة حيّة للمُثُل البشرية العليا، وكل قائد كان سيفاً من سيوف الله مسلولاً، وكل عالِم كان للبشر كالعقل من الجسد. "يمشي فيه أبو بكر وعمر ونور الدين وصلاح الدين وأورنغ زيب ... يمشي فيه خالد وطارق وقُتيبة وابن القاسم والملك الظاهر ومحمد الفاتح ... يمشي فيه البخاري والطبري وابن تيمية وابن حزم وابن خلدون ... يمشي فيه الغزالي وابن رشد وابن سينا والبيروني ... يمشي فيه الجاحظ والخليل وأبو حيان ... يمشي فيه أبو تمام والمتنبي والمعرّي ... (١). كل أولئك والمئات من أمثالهم كانوا معه وهم في عالَم الذرّ قبل أن يخرجوا إلى هذه الدنيا، كانت أرواحهم تمشي في طريق الهجرة وراء محمد صلى الله عليه وسلم، لأنهم ما كانوا عظماء لولا مدرسة محمد صلى الله عليه وسلم.

يمشي فيه أبطال بدر واليرموك والقادسية وحطّين وعين جالوت، ومعارك الاستقلال في الريف المغربي والجزائر ومصر والشام والعراق، وأبطال المعارك القادمة التي سيقودها نور الدين (الجديد) وصلاح الدين (الجديد) لتطهّر الأرض التي قدّسها الله من رجس اليهود، كما طهّرها ممّن عدا عليها قبلهم وكان أقوى منهم.

إن الغرام الواحد من الراديوم الذي استخرجَته مدام كوري وزوجها بيير (٢) لم ينقطع إشعاعه ولن ينقطع بعد عشرة آلاف سنة.


(١) انظر مقالتي «نحن المسلمين» في أول كتابي «قصص من التاريخ».
(٢) أتمنّى أن يقرأ كل طالب وكل طالبة كتاب «التلميذة الخالدة» ليروا كيف يكون الصبر على طلب العلم الدنيوي، فيصبروا مثله على طلب علم هو للدنيا وللآخرة.

<<  <  ج: ص:  >  >>