للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قلت: هكذا قالوا، والذي يظهر لي أن الغلط ليس من الوليد بن مسلم، فقد اختلف فيه على الوليد بن عتبة:

فرواه أبو زرعة عبد الرحمن بن عمرو الدمشقي [ثقة حافظ، إمام]، ومحمد بن هارون بن محمد بن بكار بن بلال العاملي الدمشقي [ذكره ابن حبان في الثقات، وروى عنه جماعة، وأكثر عنه الطبراني. الثقات (٩/ ١٥١)، تاريخ دمشق (٧٣/ ٢٤٧ - المستدرك)، تاريخ الإسلام (٢١/ ٢٩٣)]، كلاهما عن الوليد بن عتبة به هكذا.

• وخالفهما: عبدوس بن ديرويه، أو: ديزويه الرازي [روى عنه جماعة من المشاهير، منهم: العقيلي، والطبراني، سكن مصر وتوفي بها، وسمع بدمشق وغيرها. تاريخ دمشق (٣٧/ ٣٧٣)، تاريخ الإسلام (٢١/ ٢١٧) قال: ثنا الوليد بن عتبة الدمشقي: ثنا الوليد بن مسلم: ثنا سعيد بن عبد العزيز، عن مكحول، عن محمود بن الربيع، عن عبادة بن الصامت، قال: صلى بنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صلاة يجهر فيها بالقراءة، فالتبست عليه القراءة، فلما انصرف أقبل علينا بوجهه، فقال: "هل تقرؤون خلفي إذا جهرت؟! فقال بعضنا: إنا لنفعل ذلك، قال: "فلا تقرؤوا خلفي بشيء من القرآن إذا جهرتُ إلا بأُم القرآن".

أخرجه الطبراني في مسند الشاميين (١/ ١٧٤/ ٢٩٦) و (٤/ ٣٨٧/ ٣٦٢٦)، ومن طريقه: ابن عساكر في تاريخ دمشق (٣٧/ ٣٧٣).

فلم يذكر أبا نعيم لا في الإسناد، ولا في القصة، وهذا الوجه عن الوليد بن عتبة أشبه بالصواب، فإن ذكر أبي نعيم في الإسناد ليس له معنى، ولعل ابن عتبة رواه على الوجهين، وحملُ الوهمِ فيه على الوليد بن عتبة أولى من حمله على الوليد بن مسلم.

فإن كان الأمر كذلك؛ فإن رواية علي بن سهل الرملي عن الوليد: أشبه بالصواب، من وجوه:

منها: أن علي بن سهل أوثق من الوليد بن عتبة، أما علي بن سهل الرملي، فقال فيه أبو حاتم: "صدوق وقال النسائي: "ثقة"، وهما من المتعنتين في الرجال، وروى عنه: أبو زرعة وأبو حاتم وابن خزيمة وأبو داود والنسائي وأبو عوانة وغيرهم، وفي رواية هؤلاء عن الراوي توثيق ضمني له، فإنهم في الغالب لا يروون إلا عن ثقة، وذكره ابن حبان في الثقات [التهذيب (٣/ ١٦٦)]، وأما الوليد بن عتبة الدمشقي، فقد روى عنه أبو داود وأبو زرعة، وقدَّمه دحيم ومحمد بن عوف الطائي على صفوان بن صالح الدمشقي الثقة، وذكره ابن حبان في الثقات، ولم يذكر فيه ابن أبي حاتم جرحًا ولا تعديلًا [التهذيب (٤/ ٣٢٠)، تاريخ أبي زرعة الدمشقي (١/ ٢٨٦/ ٤٧٠)، الجرح والتعديل (٩/ ١٢)، الثقات (٩/ ٢٢٦)، تاريخ دمشق (٦٣/ ٢١٣)، تهذيب الكمال (٣١/ ٤٨)].

ومنها: أنَّه لم يختلف عليه مثلما اختلف فيه على ابن عتبة.

ومنها: أن علي بن سهل وإن كان رمليًا من الغرباء؛ إلا أنَّه مكثر من الرواية عن الوليد بن مسلم، عالم بحديثه.

<<  <  ج: ص:  >  >>