قلت: هو كما قال الدارقطني، غريب من حديث يحيى بن أبي كثير، فإنه كثير الأصحاب، وقد تفرد بهذا دونهم: ميمون بن موسى المرئي، وليس من أصحاب يحيى، كما أنه مختلف فيه، فممن رآه صدوقًا، لا بأس به: أحمد، وعمرو بن علي الفلاس، وأبو حاتم، وأبو داود، وضعفه: الفلاس [في رواية عنه]، وقال النسائي:"ليس بالقوي"، وكذا قال أبو أحمد الحاكم، وذكره العقيلي في الضعفاء, واختلف فيه قول ابن حبان، فذكره مرة في الثقات، ثم أعاده في المجروحين، وقال:"منكر الحديث، يروي عن الثقات ما لا يشبه حديث الأثبات، لا يجوز الاحتجاج به إذا انفرد"، وهو مشهور بالتدليس، حتى قال فيه ابن عدي:"وميمون هذا عزيز الحديث، وإذا قال: حدثنا، فهو صدوق؛ لأنه كان متهمًا في التدليس" [التاريخ الكبير (٣/ ١٦٥) و (٧/ ٣٤١)، التاريخ الأوسط (٢/ ١١٤/ ١٩٨٦) و (٢/ ١٢٧/ ٢٠٣٤)، الجرح والتعديل (٨/ ٢٣٧)، ضعفاء العقيلي (٤/ ١٨٦)، المجروحين (٣/ ٦)، الكامل لابن عدي (٦/ ٤١٥)، التهذيب (٤/ ١٩٩)]، وعلى هذا فمثله لا يحتمل تفرده عن يحيى بن أبي كثير، والله أعلم.
٣ - حديث عبد الله بن عمرو:
يرويه يمان بن المغيرة، عن عبد الكريم [هو: ابن أبي المخارق]، عن مجاهد، عن عبد الله بن عمرو - رضي الله عنهما -؛ أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال:"من توضأ فأحسن الوضوء، ثم صلى أربع ركعات لم يسه فيهن، غفر له".
أخرجه البزار (٦/ ٣٧٣ / ٢٣٨٩)، بإسناد صحيح إلى اليمان به.
وهذا حديث منكر؛ عبد الكريم بن أبي المخارق، أبو أمية البصري: مجمع على ضعفه، وقال النسائي والدارقطني: متروك، وقال أحمد في رواية ابنه عبد الله:"ضعيف"، وفي رواية أبي طالب: الشى هو بشيء، شبه المتروك " [التهذيب (٢/ ٦٠٣)، الميزان (٢/ ٦٤٦)، الجرح والتعديل (٦/ ٦٠)]، ويمان بن المغيرة: منكر الحديث، يروي مناكير لا أصول لها، ويروي بهذا الإسناد أحاديث أنكرت عليه [انظر: ضعفاء العقيلي (٤/ ٤٦٣)، الميزان (٤/ ٤٦٠)، التهذيب (٤/ ٤٥٢)].
***
١٦٣ - باب الفتح على الإِمام في الصلاة
٩٠٧ - قال أبو داود: حدثنا محمَّد بن العلاء، وسليمان بن عبد الرحمن الدمشقي، قالا: أخبرنا مروان بن معاوية، عن يحيى الكاهلي، عن المُسَوَّر بن يزيد الأسدي المالكي، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال يحيى: وربما قال: شهدت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقرأ في الصلاة، فترك شيئًا لم يقرأه، فقال له رجل: يا رسول الله! تركتَ آية كذا وكذا، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "هلا أذكرتنيها".