للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فإذا اجتمع إلى هذا أن سعد بن عبد الحميد: مدني، نزل بغداد، يعني أن أصله من المدينة، فلعله سمع هذا الحديث من ابن أبي الزناد بالمدينة قبل أن ينقل إلى بغداد.

وعليه فإن الحديث حسن إن شاء الله تعالى؛ لكن تبقى الغرابة لتفرد ابن أبي الزناد به.

فهو حديث حسن غريب، ويشهد له حديث لقيط بن صبرة.

قال ابن رجب في الفتح (٢/ ٢٣٢): "وفي إسناده لين".

• وقد روي عن ابن عباس موقوفًا:

رواه ابن أبي شيبة في مصنفه (١/ ١٩/ ٨٨)، قال: حدثنا هشيم، عن عمران بن أبي عطاء، قال: رأيت ابن عباس توضأ فغسل قدميه حتى تتبع بين أصابعه فغسلهن.

وهذا موقوف على ابن عباس، بإسناد لا بأس به، عمران بن أبي عطاء: ليس به بأس، لينه بعضهم.

• وفي الجملة فإنما يصح مرفوعًا في الباب: حديث لقيط بن صبرة: "وخلل بين الأصابع"، ويشهد له حديث ابن عباس.

وصح موقوفًا على بعض الصحابة، مثل ابن عمر وابن مسعود وابن عباس، والله أعلم.

قال الترمذي في الجامع (٣٨): "والعمل على هذا عند أهل العلم: أنه يخلل أصابع رجليه في الوضوء، وبه يقول أحمد وإسحاق، وقال إسحاق: يخلل أصابع يديه ورجليه في الوضوء" [وانظر: مسائل الكوسج (١٧)، مسائل عبد الله (٩٠)].

***

[٦٠ - باب المسح على الخفين]

١٤٩ - . . . ابن شهاب: حدثني عباد بن زياد: أن عروة بن المغيرة بن شعبة أخبره: أنه سمع أباه المغيرة يقول: عَدَل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأنا معه في غزوة تبوك قبل الفجر، فعدلتُ معه، فأناخ النبي - صلى الله عليه وسلم - فتبرز، ثم جاء فسكبتُ على يده من الإداوة، فغسل كفيه، ثم غسل وجهه، ثم حسر عن ذراعيه فضاق كُمَّا جُبَّته، فأدخل يديه فأخرجهما من تحت الجبة، فغسلهما إلى المرفق، ومسح برأسه، ثم توضأ على خُفَّيه.

ثم ركب، فأقبلنا نسير حتى نجِدُ الناس في الصلاة قد قدَّموا عبد الرحمن بن عوف، فصلى بهم حين كان وقت الصلاة، ووجدنا عبد الرحمن وقد ركع بهم ركعة من صلاة الفجر، فقام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فصفَّ مع المسلمين، فصلى وراء عبد الرحمن بن عوف الركعة الثانية، ثم سلم عبد الرحمن، فقام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في

<<  <  ج: ص:  >  >>