ما رواه مالك، عن يزيد بن رومان، عن صالح بن خوَّات، عمَّن صلى مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يومَ ذاتِ الرقاع صلاة الخوف؛ أن طائفة صفَّت معه، وطائفةٌ وِجاه العدو، فصلى بالتي معه ركعةً، ثم ثبت قائمًا، وأتموا لأنفسهم، ثم انصرفوا، وصفُّوا وِجاه العدو، وجاءت الطائفةُ الأخرى، فصلى بهم الركعةَ التي بقيت من صلاته، ثم ثبت جالسًا وأتموا لأنفسهم، ثم سلم بهم. وهو حديث متفق عليه [راجع الحديث رقم (١٢٣٨)].
[• الصفة الثالثة]
ما رواه يحيى بن سعيد، عن القاسم بن محمد، عن صالح بن خوَّات الأنصاري؛ أن سهل بن أبي حَثْمة الأنصاري حدثه؛ أن صلاة الخوف: أن يقوم الإمامُ وطائفةٌ من أصحابه، وطائفةٌ مواجِهةُ العدو، فيركع الإمام ركعةً، ويسجد بالذين معه، ثم يقوم، فإذا استوى قائمًا، ثبت قائمًا، وأتموا لأنفسهم الركعةَ الباقية، ثم سلموا وانصرفوا، والإمام قائم، فكانوا وِجاه العدو، ثم يُقبلُ الآخرون الذين لم يصلوا، فيكبرون وراء الإمام، فيركع بهم ويسجد بهم، ثم يسلم، فيقومون فيركعون لأنفسهم الركعة الباقية، ثم يسلمون.
وهو حديث صحيح، وأصله عند البخاري، قال ابن عبد البر في التمهيد (٢٣/ ١٦٥): "ومثله لا يقال من جهة الرأي، وقد روي مرفوعًا مسندًا بهذا الإسناد [راجع الحديث رقم (١٢٣٩)].
[• الصفة الرابعة]
يكبرون جميعًا وإن كانوا مستدبري القبلة، ثم يصلي بمن معه ركعة، ثم يأتون مَصافَّ أصحابهم، ويجيء الآخرون فيركعون لأنفسهم ركعةً، ثم يصلي بهم ركعةً، ثم تقبل الطائفة التي كانت مقابلَ العدو، فيصلون لأنفسهم ركعةً، والإمام قاعدٌ، ثم يسلم بهم كلهم جميعًا:
لحديث ابن إسحاق، قال: أخبرني محمد بن عبد الرحمن بن نوفل - وكان يتيمًا في حجر عروة بن الزبير -، عن عروة بن الزبير، قال: سمعت أبا هريرة، ومروان بن الحكم يسأله عن صلاة الخوف، فقال أبو هريرة: كنت مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في تلك الغزاة، قال: فصدع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الناس صدعين، قامت معه طائفة، وطائفة أخرى مما يلي العدو وظهورهم إلى القبلة، فكبر رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وكبروا جميعًا الدين معه والدين يقاتلون العدو، ثم ركع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ركعةً واحدةً، فركع معه الطائفة التي تليه، ثم سجد وسجدت الطائفة التي تليه، والآخرون قيام مقابلي العدو، ثم قام رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وأخذت الطائفة التي صلت معه أسلحتهم، ثم مشوا القهقرى على أدبارهم حتى قاموا مما بلي العدو، وأقبلت الطائفة التي كانت مقابلة العدو، فركعوا وسجدوا ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - قائم كما هو، ثم قاموا، فركع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ركعةً أخرى فركعوا معه، وسجد وسجدوا معه، ثم أقبلت الطائفة التي كانت تقابل العدو فركعوا وسجدوا ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - قاعد ومن معه، ثم كان السلام، فسلم رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وسلموا جميعًا، فقام القوم وقد شركوه في الصلاة.