١٣٦ - . . . عبد الرحمن بن ثوبان: حدثنا عبد الله بن الفضل الهاشمي، عن الأعرج، عن أبي هريرة: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - توضأ مرتين مرتين.
• حديث حسن.
أخرجه الترمذي (٤٣)، وابن حبان (٣/ ٣٧٣/ ١٠٩٤)، والحاكم (١/ ١٥٠)، وابن الجارود (٧١)، وأحمد (٢/ ٢٨٨ و ٣٦٤)، وابن أبي شيبة (١/ ١٨/ ٨١)، وابن المنذر (١/ ٤٠٧ - ٤٠٨/ ٤٠٧)، والطبراني في مسند الشاميين (١/ ٨٨/ ١٢٥)، والدارقطني (١/ ٩٣)، والبيهقي (١/ ٧٩)، وذكره البخاري في التاريخ الكبير (٦/ ٤٥٦).
قال الترمذي:"هذا حديث حسن غريب، لا نعرفه إلا من حديث ابن ثوبان عن عبد الله بن الفضل، وهو إسناد حسن صحيح".
وقال الحاكم:"هذا حديث صحيح علي شرط مسلم، ولم يخرجاه".
قلت: الإسناد من لدن عبد الله بن الفضل فما فوق: إسناد مدني صحيح، أخرج به الشيخان حديثًا واحدًا [البخاري (٣٤١٤)، مسلم (٢٣٧٣)].
ولم يخرجا شيئًا لابن ثوبان، وعبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان: دمشقي، وهو صدوق يخطيء، ورمي بالقدر، وبشيء من أمر الخوارج، وتغير بآخره، وهو عالم زاهد، وفي حديثه بعض ما ينكر، لذا فقد ضعفه بعضهم، ووثقه آخرون، فهو ليس بذاك الحافظ الذي يعتمد علي حفظه ويقبل تفرده، لا سيما وهو من أهل الشام وقد تفرد بهذا الحديث عن أهل المدينة، ولم يتابعه عليه ثقات أصحاب عبد الله بن الفضل، مثل: مالك وعبيد الله بن عمر والماجشون وزياد بن سعد وموسى بن عقبة وغيرهم من أهل المدينة، وقد لخص فيه الذهبي أقوال العلماء بقوله:"ولم يكن بالمكثر ولا هو بالحجة، بل صالح الحديث" [السير (٧/ ٣١٤)؛ فمثله يعتبر تفرده منكرًا. انظر ترجمته ومصادرها: في تخريج الدعاء (٢/ ٨٤٦).
إلا أن هناك قرائن يقبل بها حديثه، ولا يضره تفرده كحالتنا هذه؛ وذلك أنه روي أحاديث عن عبد الله بن الفضل تربو على عشرين حديثًا جمعها الطبراني؛ قال الذهبي في السير (٧/ ٣١٤): "وقد تتبع الطبراني أحاديثه؛ فجاءت في كراس تام"، قلت: أخرجها الطبراني في مسند الشاميين (١/ ٨٦ - ٩٥/ ١١٩ - ١٤٠)، وهذه الأحاديث التي حددتها هي التي يرويها ابن ثوبان عن عبد الله بن الفضل عن الأعرج عن أبي هريرة فقط -أعني: ما رواه بإسناد هذا الحديث فقط دون ما سواه-، وإلا فالطبراني جمع حديثه الذي رواه ابن ثوبان عن أهل مكة والمدينة والبصرة والكوفة والشام والجزيرة ومصر (١/ ٧٢ - ١٥٨/ ٩٠ - ٢٥٧).
وقد اعتبرت ما رواه بهذا الإسناد عن عبد الله بن الفضل فوجدتها أحاديث مستقيمة في الجملة، عامتها مما أخرجه الشيخان أو أحدهما، إما من طريق أبي الزناد عن الأعرج